من هو الشخص الذي تم اغتياله بصنعاء ؟ ولماذا احتشدت القبائل؟
اغتال مسلّحون مجهولون مواطناً في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثي.
شهود عيان قالوا إن مسلحين مجهولين على متن دراجة نارية أطلقا النار على المواطن احمد الميموني في شارع بغداد بالعاصمة صنعاء الأربعاء ما أدى إلى مقتله وشخص آخر كان بجانبه.
ويعمل الميموني بدوام كامل في شركة “جروب فور” الأمنية التي أرسلته إلى المطعم الشعبي الشهير “فلافل المعلم” في شارع الجزائر ضمن طاقم حراسته، مقابل راتب شهري 35 ألف ريال يمني ما يعادل 72 دولاراَ أميركياً [الدولار=485 ريالاً].
الشاب احمد الميموني، حاول التأقلم مع الأوضاع التي تمر بها اليمن، ولمواجهة انقطاع المرتبات الحكومية حاول البحث عن عمل في القطاع الخاص، وما إن وجد فرصة عمل اغتالته عصابة مسلحة مجهولة وأمام مقر عمله الجديد.
يقول أحد أقارب الميموني لـ”منصة +B” +فضل عدم ذكر اسمه+ “لم تمض سوى ستة أشهر منذ أن تعافى من حادث مرور أدى إلى تعرضه لكسر في منطقة الحوض”.
وأضاف “كان احمد يعمل رئيساً لقسم الموارد البشرية في احدى المؤسسات الاعلامية الحكومية، ومنذ عام ونيف وهو يبحث عن فرصة عمل، لا يقبل أن يحسن الناس إليه رغم اقتدار والده”.
“كان يريد ان يشق طريقه بنفسه رغم ان اقرانه في قريته بني ميمون التابعة لمديرية عيال سريح بمحافظة عمران تزوجوا وصار لديهم أولاد”، يقول قريب أحمد الميموني.
وانقطعت مرتبات موظفي القطاع الحكومي في اليمن منذ عام وأربعة أشهر، وترفض ميلشيا الحوثي تسليم مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها.
ودخلت اليمن في أتون حرب أهلية منذ اجتياح ميلشيا الحوثي العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014 وسيطرتها على جميع المؤسسات الحكومية بما فيها المقار الأمنية والعسكرية.
وإلى جانب الميموني شخص آخر قتل أيضاً على يد مسلحين على متن دراجة نارية جوار محطة بترول مملوكة لشركة النفط اليمنية، في شارع الجزائر.
ويظهر شريط “الفيديو” الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحظة مقتل “الميموني” مسلحان على متن دراجة نارية أحدهما يناديه ويشير إليه باصبعه قبل ان يطلق النار عليه وإلى جانبه عدد من المدنيين.
وتفرض ميليشيا الحوثي “قبضة أمنية” مشددة على المناطق الخاضعة لسيطرتها وخاصة العاصمة صنعاء التي سجلت حتى اليوم منذ مطلع العام الجاري ثلاث عمليات اغتيال احداها لقيادي في الميليشيا يدعى راجي حميد الدين.
في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تشير إلى حالة من “السكينة” يعيشها الشاب احمد الميموني والذي لديه شقيقان وخمس شقيقات ووالداه مايزالان على قيد الحياة، ولايباح “الدعاء” منشوراته، كما انه لا يتأخر كثيراً في مشاركة الفيديوهات الطريفة.
تفاصيل كثيرة يرويها قريب احمد الميموني عن حياة الشاب الاجتماعية وابتسامته التي لا تفارق محياه، وحلمه بأن يتزوج ويصبح لديه أسرة، ومنزل يؤويهم.
“كنا نستعد للاحتفال بزفافه بعد شهر رمضان المقبل، لكن الأقدار شاءت أن يرحل عنا”، يقول قريبه بألم يعتصر قلبه.
في مقر البحث الجنائي الذي تديره ميليشيا الحوثي، أكد القائمين عليه للقبائل التي احتشدت لمعرفة قاتل ابنها، أخبروا بأن عدد من المشتبه بهم قبض عليهم وجاري التحقيق معهم لمعرفة الجناة الحقيقيين.
“وعدونا بتحقيق العدالة…لكن احمد رحل، هذا ما نستطيع ان نقول، لا نؤمل كثيراً على أجهزة الأمن، لم نسمع حتى اللحظة عن جان قبض عليه وتم تحقيق العدالة فيه”، يقول قريب الميموني.
وعما اذا كان له عدوات مع احد يقول قريب الميموني “لم نسمع يوماً أنه عادى أحد، يبتسم دائماً في وجه كل من يلقاه”.