الاستقطاع الإخواني لرواتب الكتائب.. قنبلة قد تنفجر في وجه مليشيا الشرعية
لا يبدو أنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية تُحكِم قبضتها كما تخطّط وتريد، على الكتائب المسلحة التابعة لها والمنضوية تحت لوائها.
تجلّت هذه النتيجة بشكل واضح للعيان في واقعة شهدتها محافظة تعز، وذلك بعدما قطعت مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية خلال الساعات الماضية، الطريق الرابط بين مدينة التربة، ومركز مدينة تعز في منطقة نجد قسيم.
ومنعت عناصر مليشيا الحشد الشعبي عبور السيارات من الاتجاهين، لمطالبة قياداتهم الإخوانية بدفع مستحقاتهم المالية.
وأجبرت عناصر المليشيا الإرهابية المسافرين على مواصلة الطريق مشيًا على الأقدام، حتى رضخت قيادات التنظيم الإخواني بتقديم وعود لمسلحيها.
وكانت عناصر اللواء 17 مشاة الموالي للمليشيات الإخوانية قطع، في وقت سابق، الطريق الوحيد الرابط بين مدينة تعز والحجرية رفضا لاستقطاعات طالت رواتبهم.
ما جرى في هذا الإطار يمكن القول إنّه يحمل الكثير من دلالات القلق التي يجب أن تنتاب قيادات المعسكر الإخواني بشأن فقدان السيطرة على الكتائب المسلحة التابعة لها والتي تعمل على الأرض بتعليمات مباشرة منها، مقابل تمويلات سخية تدفعها دولة قطر لخدمة الأهداف الإخوانية على الأرض.
وفيما يبرهن الاستقطاع الإخواني لرواتب الكتائب على أنّ نظام الشرعية يضم مجموعة من القيادات الذين لا يشغلهم سوى التمادي والتوسّع في جمع الأموال على صعيد واسع، فإنّ الأمر قد يحمل خطورة أكبر على وضع المعسكر الإخواني بشكل كبير.
مراهنة المليشيات الإخوانية على أنّ مثل هذه الكتائب تعمل بأوامرها ستكون رهانًا خاسرًا بشكل كبير، وذلك لأنّ هذه القنبلة قد تنفجر في وجه مليشيا نظام الشرعية في أي وقت إذا تم التلاعب بالأموال التي تحصل عليها هذه العناصر التي تُدرج في إطار وصْف المرتزقة.
هذا الواقع "المقلق" يبدو أنّه تسلّل إلى عقول القيادات الإخوانية التي وعدت مسليحها بسرعة صرف الرواتب لكنّ الوعود التي قدّمتها مليشيا الشرعية لا تعني سحبًا كاملًا للكبريت من أعلى برميل الزيت الذي قد يحترق بين ثانية وأخرى.