غارة للتحالف تقتل قيادات حوثية في صعدة.. ومصير زعيم الانقلابيين مجهول

الجيش يستعد لتحرير جبهات السـاحل والبيضاء وسط استقدام تعزيزات جديدة

الاثنين 9 إبريل 2018 02:44:00
الجيش يستعد لتحرير جبهات السـاحل والبيضاء وسط استقدام تعزيزات جديدة
الامارات اليوم
أكدت مصادر عسكرية رفيعة في الجيش اليمني لـ«الإمارات اليوم»، وجود استعدادات ضخمة من قبل الشرعية والتحالف لحسم عدد من الجبهات خلال الأيام المقبلة، بينها جبهات الساحل الغربي والبيضاء، إلى جانب الاستمرار في العمليات العسكرية على مختلف الجبهات، في حين واصلت قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي تقدمها في جبهات صعدة وصنعاء وميدي، وصدت هجوماً واسعاً من قبل ميليشيات الحوثي الإيرانية على الشريجة شمال لحج، فيما واصلت مقاتلات التحالف استهدافها لمواقع وتعزيزات الميليشيات في جبهات متفرقة.

في التفاصيل، أكد قائد مقاومة حيس الشيخ حسن دوبلة، لـ«الإمارات اليوم»، استمرار قوات الجيش بمساندة التحالف ومقاومة تهامة استعدادها لاستكمال تحرير محافظة الحديدة، ومينائها الاستراتيجي الذي حولته ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى ميناء عسكري ونصبت فيه مدافع ومنصات إطلاق صواريخ بحرية تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مشيراً إلى أن جبهات الساحل الغربي الممتدة بين باب المندب جنوباً وحيس شمالاً، تشهد تحركات عسكرية ووصول تعزيزات عسكرية ذات طبيعة قتالية استعداداً للمعركة المقبلة.

وأشار إلى أن جبهات حيس ومشارف الجراحي والتحيتا تشهد عمليات نوعية للجيش مسنودة بالتحالف العربي، منها نصب الكمائن لعناصر الحوثيين والقيام بعمليات مداهمة لأوكارهم بشكل مستمر، إلى جانب شن الغارات الجوية النوعية من قبل مقاتلات التحالف على مواقعهم وتعزيزاتهم وتجمعاتهم التي خلفت في أوساطهم عشرات القتلى والجرحى، إلى جانب إفقادهم القدرة على المبادرة في الهجوم.

وتأتي تصريحات قائد مقاومة حيس متزامنة مع معلومات عسكرية سرية تفيد بأن قوات الجيش والتحالف تعتزم إطلاق عملية عسكرية واسعة وعلى ثلاثة محاور باتجاه الحديدة، منطلقة من الجنوب حيث حيس والجراحي والتحيتا، ومن البحر (إنزال بحري)، ومن جهة الشمال حيث حرض في حجة، مشيرة إلى أن 60 كم فقط تفصل قوات الجيش والتحالف عن ميناء الحديدة.

وكشفت المصادر عن معلومات تفيد بأن قوات الرئيس المغدور علي عبدالله صالح تم إدماجها في المعركة المقبلة على الساحل الغربي تحت اسم «قوات المقاومة الوطنية»، وأنها ستشارك لأول مرة في القتال ضد ميليشيات الحوثي بعد استكمال تدريبها في معسكرات تابعة للشرعية في عدن والمخاء.

وفي البيضاء، أكد قائد كتائب الحزم، العميد أحمد صالح العقيلي، لـ«الإمارات اليوم»، وصول قوات الجيش إلى منطقة فضحة على مشارف مديرية الملاجم، موضحاً أن منطقة فضحة تضم أهم معسكرات الميليشيات، حيث «قاعدة فضحة العسكرية» التي تعد من أكبر القواعد العسكرية التي كانت تتبع للجيش اليمني السابق، والتي سيطرت عليها الميليشيات، وتضم مخازن أسلحة نوعية إلى جانب مواقع عسكرية متفرقة تفصل بين شمال البيضاء وجنوبها.

وقال العميد العقيلي، إن سقوط منطقة فضحة وقاعدتها العسكرية سيشكل نقلة نوعية في تحرير البيضاء، خصوصاً أن الميليشيات تفتقد أهم عناصر المعركة المتمثل في الحاضنة الشعبية، حيث لا يوجد لها حاضنة شعبية في البيضاء بالكامل.

وأضاف العقيلي أنه لا يوجد أي تراجع للجيش أو انكسار عن أي منطقة يتم تحريرها، وأنه في حالة تقدم مستمرة في مختلف جبهات القتال، وأن الحوثيين باتوا بين فكي الجيش بعد فتح جبهة قانية القادمة من البيضاء.

وكانت جبهات البيضاء شهدت مصرع 13 من عناصر الحوثي بينهم قيادي بارز يدعى «أبوالحسنين»، إلى جانب أسر 12 آخرين وإصابة العشرات، فيما تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير مخازن أسلحة ومواقع مستحدثة للحوثيين في الجبال والتباب الواقعة بين جبلي ‏الفالق ومسعودة بالقرب من جبل العر وحوران وهضبة الضبيبي والغال في جبهات قانية، فيما سيطر الجيش على قرى آل هقاش والجربان آل عمر القريبة من جبل مسعودة لاتخاذها مواقع عسكرية استعداداً لبدء معركة تحرير مديرية السوادية.

وفي الجوف، أكدت مصادر ميدانية مصرع وإصابة عدد من عناصر الحوثي، بينهم قيادي ميداني في مواجهات مع الجيش في جبهة حام بالمتون.

وفي صعدة، أكدت مصادر ميدانية مصرع عدد من عناصر الحوثي وقياداته البارزة في غارة لمقاتلات التحالف أثناء اجتماع لهم في منطقة بني فاضل بمديرية حيدان، مسقط رأس زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، الذي تقول الأنباء إن مصيره بات مجهولاً عقب الغارة.

وأشارت المصادر إلى أن اجتماع قيادات الحوثيين، الذي استهدفته الغارة، كان يبحث تعزيز جبهات الحوثيين المنهارة في صعدة، كما قصفت مقاتلات التحالف مخزناً للسلاح في جبل طلان بمديرية حيدان أثناء محاولة ميليشيات الحوثي نقل جزء من السلاح إلى مديرية الظاهر التي تشهد معارك عنيفة بين قوات الشرعية وميليشيات الحوثي.

وأكدت مصادر مطلعة في المنطقة فرار عبدالملك الحوثي مصاباً نتيجة الغارة التي أدت إلى مقتل اثنين من مرافقيه الشخصيين، حيث فر باتجاه مناطق حدودية بين صعدة وحجة، وأن مصيره بات مجهولاً لدى عناصره.

وفي العاصمة صنعاء، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في جبهات نهم شمال شرق العاصمة، واقتربت كثيراً من تحرير المديرية بعد إحكام حصارها على منطقة «مديد» مركز المديرية، في حين شهدت العاصمة عصياناً مدنياً لشريحة عمال النظافة الذين رفضوا ممارسة أعمالهم حتى يتم صرف مرتباتهم المتوقفة منذ شهرين، ما دفع الحوثيين للاعتداء عليهم ومطالبتهم برفع القمامة من شوارع المدينة المتراكمة على مدى ثلاثة أسابيع، إلا أنهم رفضوا التهديدات.

وقال مصدر في نقابة عمال البلديات إن قيادات النقابة قررت خوض الإضراب بعد فترة طويلة من الصبر وتجاهل كثير من الإساءات التي طالت العاملين في هذا القطاع، مشيراً إلى أن الإضراب سيستمر حتى تنفيذ مطالبهم، المتمثلة بصرف مرتباتهم، إلى جانب الاعتذار عن الاعتداء الذي تعرض له مكتب النظافة والتحسين في أمانة العاصمة من قبل عناصر الحوثيين أثناء محاولتهم إجبار العمال على العمل الخميس الماضي.

وفي لحج، أكد ناطق جبهة القبيطة، النقيب علي منتصر القباطي، لـ«الإمارات اليوم»، تمكن قوات الجيش من إفشال أكبر هجوم شنته الميليشيات على الأطراف الشمالية لمنطقة الشريجة من جهة السائلة، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح، حيث تنتشر جثث قتلاهم في السائلة.

وأكد أن الجيش حول العملية من صد للهجوم إلى هجوم معاكس على عناصر الميليشيات، وكبدهم خسائر بشرية فادحة، ومن تبقى منهم فروا باتجاه مواقعهم السابقة على تخوم الراهدة، لافتاً إلى أن الجيش في جبهات لحج يستعد للقيام بالمرحلة الثانية من عملياته باتجاه الراهدة وحيفان وجنوب شرق تعز.

وفي المحويت، أكدت مصادر محلية قيام الميليشيات باستدعاء العسكريين الذين مازالوا في بيوتهم من المنتمين للقوات المسلحة ومطالبتهم بالذهاب إلى جبهات القتال تلبية لدعوة قيادة الجماعة، لدعم جبهات صعدة المنهارة، مشيرة إلى أن من يرفض الدعوة يتم اتهامه بالخيانة واعتقاله ووضعه في سجن عسكري تمهيداً لمحاكمته وإعدامه، ما دفع عدداً من العسكريين للفرار إلى المناطق المحررة والالتحاق بالجيش الوطني.