الدعم الأمريكي للسعودية في مواجهة الحوثيين.. ما الذي ينقصه؟
رسائل دبلوماسية متتالية تبعث بها الإدارة الأمريكية للمملكة العربية السعودية، لطمأنتها بشأن الوقوف إلى جانبها فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب المسعور الذي تمارسه المليشيات الحوثية تنفيذًا لأجندة إيرانية خبيثة.
فمن جانب، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدور المملكة العربية السعودية، في دعم الجهود الأممية للتوصل إلى هدنة باليمن، وشدد خلال اتصال هاتفي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على عمق العلاقات بين البلدين.
وعبّر الملك سلمان عن حرص المملكة على التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن، وتحقيق الأمن والنماء للمدنيين.
وبحث الملك سلمان وبايدن خلال الاتصال الهاتفي، السلوك الإيراني في المنطقة وأنشطته المزعزعة للاستقرار ودعمه للجماعات الإرهابية.
وعبر خادم الحرمين الشريفين عن تقديره لالتزام الولايات المتحدة الأمريكية الدفاع عن المملكة تجاه التهديدات، وتعهد الولايات المتحدة الأمريكية بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
في الوقت نفسه، جدّدت وزارة الخارجية الأمريكية عزمها على مواصلة الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية.
وقال بيان صادر عن الوزارة، إنّ الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت الشركاء في المنطقة بضرورة تكثيف الجهود لوضع حد للأزمة الإنسانية في اليمن.
تحمل هذه المواقف الأمريكية الرسمية رسائل شديدة الوضوح بأنّ واشنطن تقف إلى جانب الرياض في مواجهة ما تتعرّض له من تهديدات تنفذها المليشيات الحوثية بإيعاز من إيران.
صحيحٌ أنّ حصول السعودية على دعم سياسي من واشنطن أمرٌ يحمل أهمية واضحة، لكنّ الأمر لا يجب أن يقتصر على ذلك فالمرحلة المقبلة تستلزم أن تمارس الولايات المتحدة دورًا حيويًّا وفاعلا في سبيل مواجهة الإرهاب الحوثي المتصاعد.
لكن هناك آراء تشاؤمية تقلّل من احتمالية أن تمارس واشنطن ضغوطًا على الحوثيين، وهذا الأمر ينبع من الخطوة الأمريكية الأخيرة التي تضمّنت تراجعًا عن تصنيف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا وهو ما نُظر إليه بأنّه يُفسِح المجال أمام المليشيات لتتمادى في إرهابها الغاشم.
وبالتالي، فإنّ التعهدات الأمريكية يتوجّب أن تترجم على الأرض بإجراءات فاعلة على الأرض تدفع نحو إخماد لهيب الإرهاب الذي تمارسه المليشيات ويحمل تهديدات مرعبة لأمن واستقرار المنطقة برمتها.
في المقابل، فإنّ إظهار المجتمع الدولي والقوى الفاعلة فيه لا سيّما الولايات المتحدة أي تراخٍ في مواجهة الحوثيين أمرٌ يمنح المليشيات نحو تعقيد الأوضاع على الأرض من خلال التوسّع في ارتكاب الجرائم الغادرة التي تُجهِض أي آمال نحو الحل السياسي كما أنّها تفاقم من الأعباء الإنسانية بشكل كبير.