الحوثيون والأخطاء الطبية.. أجسادٌ تُذبَح في صمت ودون عقاب
أضيفت "الأخطاء الطبية" إلى قائمة الأسلحة التي تشهرها المليشيات الحوثية الإرهابية ضد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما يُكبّدهم كلفة باهظةً للغاية.
وضمن أحدث ضحايا هذا الإرهاب المعيشي، توفيت الشابة ماريا الحلياني، ضحية جرعة التخدير الزائدة، عقب أكثر من شهر قضتها في غيبوبة عقب خضوعها لعملية فتاق بعيادة في محافظة إب.
مصادر مطلعة قالت إنَّ الحلياني أم لثلاثة أولاد، دخلت في غيبوبة منذ 22 يناير الماضي، وبقيت في غرفة العناية المركزة بمستشفى الثورة حتى فارقت الحياة.
وبدأت ملابسات الواقعة بعد خضوع الضحية للعملية الجراحية في عيادة طبيب يدعى علي التهامي في عيادته الخاصة بالمحافظة.
وعلم "المشهد العربي" من مصادر طبية - في وقت سابق - عن ضآلة فرص استفاقة الضحية، موضحة أن هناك تراكم مياه بسبب نقص الأكسجين بمخ الضحية.
وفاة أشخاص في مناطق سيطرة الحوثيين من جرّاء الأخطاء الطبية أمرٌ يبرهن على حجم الكلفة الغاشمة التي يتكبّدها السكان من الفوضى المعيشية والخدمية التي صنعتها المليشيات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتعبّر هذه الأخطاء عن ضخامة الأزمة الصحية التي صنعتها الحرب الحوثية الغاشمة، والتي تتضمّن تفشيًّا للأمراض والأوبئة التي نهشت في عظام السكان على صعيد واسع.
الأمر المرعب في هذا الإطار هو أنّ المليشيات الحوثية تفاقم سياسة الإهمال من العقاب، بمعنى أنّه لا تتم أي محاسبة على أخطاء طبية يروح ضحيتها الكثير من السكان.
وتسعى المليشيات الحوثية من خلال غرس سياسة الإفلات من العقاب، أن تضمن تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يضاعف الأعباء على السكان بشكل كبير.