توقعات باتخاذ أوبك + في اجتماعها القادم قرار بزيادات تدريجية في إمدادات النفط
أعلنت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، في تقرير لها أن العقود الآجلة للنفط الخام أنهت الأسبوع على انخفاض حاد مع استمرار قوة الدولار وتوقعات ارتفاع المعروض العالمي، ما دفع الأسعار للهبوط عن أعلى مستوياتها في 13 شهرا، التي شوهدت في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال التقرير، إن أغلب التكهنات تصب في صالح قيام مجموعة "أوبك +" في اجتماع الرابع من آذار (مارس) المقبل باتخاذ قرار بزيادات تدريجية في إمدادات النفط الخام خاصة بعدما سجلت الأسعار ارتفاعات قوية فوق 65 دولارا للبرميل أخيرا.
ولفت التقرير إلى تسارع الانخفاضات في أسعار النفط حيث اختبر الدولار أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، كما أدى ارتفاع عائدات السندات الأمريكية إلى ارتفاع أسعار الفائدة بين المستثمرين نتيجة التحفيز الحكومي والتعافي الاقتصادي السريع، ما قاد إلى ارتفاع الدولار موضحا أن الدولار القوي يجعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
ونقل التقرير عن بيانات صادرة عن جامعة ميشيجان تؤكد أن ثقة المستهلك في شباط (فبراير) تجاوزت توقعات السوق، لكنها لا تزال منخفضة عن كانون الثاني (يناير) الماضي حيث حددت البيانات توقعات التضخم عند 3.3 في المائة، لعام 2021 دون تغيير عن تقرير الشهر السابق والأعلى منذ 2014.
وأشار إلى أن توقعات إعلان زيادة المعروض النفطي من مجموعة "أوبك +" في اجتماعها المقبل في الرابع من آذار (مارس) المقبل والمخاوف بشأن حجم الطاقة الإنتاجية الفائضة تسببت في التأثير في أسعار النفط.
ولفت إلى قول محللين دوليين أن العودة إلى المرحلة الثالثة المخطط لها أصلا ستعني زيادة المعروض بمقدار 2.25 مليون برميل يوميا مقارنة بمستويات آذار (مارس)، لافتا إلى أنه من المحتمل أن تستوعب أساسيات السوق مثل هذا القدر في الربع الثاني - إذا تعافى الطلب بدرجة كافية - لكن الإعلان عن زيادة فورية على هذا النطاق من شأنه أن يخاطر بإفساد السوق بشكل سيئ.
وأشار إلى أن النتيجة الأكثر احتمالية هي تحرك مرحلي إلى المرحلة الثالثة من مستويات المعروض النفطي، ربما بزيادة 0.5 مليون برميل يوميا على الأكثر اعتبارا من نيسان (أبريل) المقبل، لافتا إلى اتفاق مجموعة "أوبك +" على قيود المعروض وتطبيقها بشكل جاد ومتحفظ يجب أن يدعم الأسعار على المدى القصير، لكن لا يزال هناك طاقة فائضة في "أوبك +" أكبر بكثير من نمو الطلب المحتمل.
وتوقع التقرير أن يكون الطلب العالمي أعلى بمقدار خمسة إلى ستة ملايين برميل يوميا في النصف الثاني من العام الجاري 2021 مقارنة بـالربع الأول من العام نفسه، لكن يجب أن ينظر إلى هذا مقابل نحو ثمانية ملايين برميل يوميا من قيود العرض التي تفرضها "أوبك +" التي لا تزال سارية.
وشدد على أن أغلبية المصافي في ولاية تكساس حاليا في طور إعادة التشغيل ومن غير المرجح أن تعود هذه المصافي إلى قدرتها التي كانت قائمة قبل اندلاع العاصفة حتى منتصف آذار (مارس) المقبل.
وذكر تقرير "بلاتس" أن نحو 5.4 مليون برميل يوميا من طاقة إنتاج النفط الخام في ساحل الخليج الأمريكي قد انخفضت للأسبوع المنتهي في 26 شباط (فبراير) مقارنة بـمستوى 9.96 مليون برميل يوميا وهو حجم القدرات الإنتاجية في الظروف الطبيعية في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن جميع حالات الانقطاع تقريبا كانت قد سجلت في ولاية تكساس، التي لديها 5.1 مليون برميل يوميا من طاقة معالجة الخام في مصافيها الساحلية و742 ألف برميل يوميا من طاقة التكرير الداخلية - وذلك وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية -.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي، أنه لا يزال هناك كثير من المعروض النفطي الجديد المحتمل دخوله إلى السوق، ولا سيما من جانب مجموعة "أوبك +"، لكن في المقابل لا يزال المحللون متفائلين للغاية بصعود الأسعار، وبدأت بعض البنوك تتحدث عن مستوى 100 دولار للبرميل.
وأشار التقرير إلى أنه لا تزال مخاطر هبوط الأسعار قائمة، لافتا إلى أنه لا يزال لدى "أوبك +" القدرة على دفع أسعار النفط للانخفاض، لكن قلة قليلة من المحللين يضعون توقعات هبوطية مفرطة.
وأشار إلى أن مجموعة "أوبك +" من المتوقع أن تقر زيادة متواضعة في إنتاج النفط الخام في اجتماع الشهر المقبل، لافتا إلى أن الرقم الأكثر احتمالا هو زيادة قدرها 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من أول نيسان (أبريل) المقبل موضحا أنه في الوقت نفسه من المقرر أن تنتهي صلاحية التخفيضات الطوعية التي أقرتها السعودية بمقدار مليون برميل يوميا والتي كانت مخصصة لشباط (فبراير) وآذار (مارس) 2021.