كيف تتعامل الدبلوماسية الأمريكية مع الإرهاب الحوثي؟ (تقدير موقف)
فيما يتمادى الإرهاب الحوثي بتعليمات إيرانية ضد المملكة العربية السعودية بشكل واسع النطاق، فإنّ الأنظار تتجه إلى تعاطي دولة بثقل وحجم الولايات المتحدة الأمريكية مع هذا الإجرام المتوحش.
الساعات الماضية شهدت تكثيفًا في الهجمات الحوثية ضد المملكة العربية السعودية، حيث شنّت المليشيات ست هجمات استهدفت أعيانًا مدنية، على نحو مثّل ضربة للاستقرار الإقليمي بشكل واسع النطاق.
التحالف العربي أعلن أمس الجمعة، عبر عدة بيانات، اعتراض طائرات حوثية مسيرة أطلّقتها المليشيات ضد المنطقة الجنوبية، وتحديدًا في محافظة خميس مشيط.
وتصدّت الدفاعات الجوية لقوات التحالف العربي لتصعيد المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، ومنعتها من استهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة، ردعًا لإجرامها.
وفي الوقت الذي تُقابَل فيه الهجمات الحوثية الإرهابية بالكثير من موجات الإدانة على المستويين الإقليمي والدولي تعبيرًا عن التضامن مع السعودية في حفظ أمنها القومي، لكنّ الأنظار ركّزت على التعاطي الأمريكي مع هذه الأعمال المروّعة.
على الصعيد الرسمي، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية اعتزامها مواصلة محاسبة مليشيا الحوثي الإرهابية على محاولاتهم الاعتداء على السعودية.
وشددت الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، على احتمالية فرض عقوبات جديدة على قيادات المليشيات المدعومة من إيران إذا لزم الأمر، موضحة أنها تعزز جهود وقف الدعم الإيراني للحوثيين الإرهابيين.
الموقف الدبلوماسي الرسمي الأمريكي يحمل تأكيدات صريحة ومباشرة لا تحتمل أي تأويل بأنّ واشنطن مُقبِلة على اتخاذ المزيد من الإجراءات التي تمثّل تضييقًا واسع النطاق في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية.
وربما تحاول واشنطن إضفاء صبغة مختلفة عن تعاطيها مع الإرهاب الحوثي،لا سيّما أنّ كثيرًا من الانتقادات وُجِّهت لها بشأن تعاملها مع المليشيات الذي وُصف بأنّه تعامل "رخو" يُفسِح المجال أمام التمادي في إرهابه الخبيث.
وزادت الانتقادات الموجّهة للولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن التراجع عن خطوة كان يعتزم "سابقه" دونالد ترامب اتخاذها وهي تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا.
ومن الواضح أنّ واشنطن تحاول توجيه رسالة بأنّها تقف في مواجهة الإرهاب الحوثي متوعدة الإجراءات اللازمة بما يضمن كبح جماح الإرهاب الغاشم الذي تمارسه المليشيات المدعومة من إيران.
صحيحٌ أنّه من المهم أن يتم إصدار البيانات والمواقف الدبلوماسية الرسمية التي ترسم إطارًا حول الاستراتيجية التي يتم التعامل بها أمريكيًا مع الحرب الحوثية، لكن هذه المواقف الدبلوماسية يستلزم أن يتم تدعيمها بإجراءات فاعلة تساهم في إجبار المليشيات على وقف حربها العبثية القائمة منذ صيف 2014.