كورونا في اليمن.. القنبلة الفظيعة التي يتمدّد بارودها

السبت 6 مارس 2021 18:45:00
 كورونا في اليمن.. "القنبلة الفظيعة" التي يتمدّد بارودها

تظل جائحة كورونا تُشكل تهديدًا واسع النطاق في اليمن، الذي يعاني من انهيار شامل في الأساس للمنظومة الصحية.

وتتوالى التحذيرات من استمرار تجاهل واقع كورونا في اليمن، حيث نبّهت صحيفة "العرب" اللندنية، إلى مخاطر استمرار حالة عدم الاهتمام المُتبعة محليًا ودوليًا في مواجهة فيروس "كورونا" المُستجد باليمن.

الصحيفة قالت إنَّ الفيروس يُشكل لغزًا محيرًا في البلد العربي، الأكثر فقرًا وهشاشة في البنية التحتية لقطاعه الصحي، مشيرةً إلى أنّه رغم ما بذلته منظمات ووكالات إغاثية أممية من جهود للتوعية بمخاطر الوباء، ونشر إرشادات وقائية للتشديد على ضرورة التباعد الجسدي، لكن مظاهر استجابة المجتمع اليمني لهذه العملية ظلت ضعيفة إلى حد بعيد.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الأوبئة والحميات الفيروسية التي ضربت اليمن خلال أعوام الحرب، ساهمت في حالة اللامبالاة السائدة تجاه وباء "كورونا".

ولوحظت في الفترة الماضية، حالة تسارع كبيرة في تسجيل حالات الإصابة بكورونا لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقد تفاقمت الأزمة بشكل كبير بالتزامن مع قرار أصدرته المليشيات قبل أيام بإلغاء المراكز المخصصة لاستقبال المصابين بهذا الفيروس.

وتمارس المليشيات الحوثية تجاهلًا واسع النطاق لحالات الإصابة بكورونا، وكما أن المرضى يتم التعامل معهم في المستشفيات كأي مرض عادي رغم خطورة العدوى، وظهور حالات إصابة بالفيروس المتحور.

المرعب أن تصاعد وتيرة الإصابة بكورونا في مناطق الحوثي أمرٌ ينذر بخطورة كبيرة وذلك بالنظر إلى أنّ المليشيات تتبع سياسة خبيثة تمنح الجائحة رخصة التفشي بشكل كبير.

ويمر الوضع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بحالة انهيار حادة، وبالنظر إلى ذلك فإنّ الوضع الراهن ليس في حاجة إلى مزيد من الضربات الصحية في أجساد السكان الذين يدفعون كلفة باهظة من جرّاء ما تمارسه المليشيات من إهمال فظيع.

الجانب المرعب في أزمة كورونا هو إقدام الحوثيين على إخفاء المعلومات عن مدى تفشي الوباء، وربما يعود ذلك إلى أنّ المليشيات تتخوّف من أن تندلع غضبة شعبية من قِبل السكان في وجه هذا الفصيل الإرهابي بعد الفشل في مواجهة الجائحة.

ما يُعبّر عن ذلك هو أنّ المليشيات أعدمت مصابين بكورونا حتى لا يفتضح أمر التفشي، وتجلّى ذلك في محافظتي إب وصنعاء عندما دفنت مليشيا الحوثي أعدادًا كبيرة من المصابين في مقابر جماعية تحت ذريعة تراكم الجثث في المستشفيات، مفندين أنّ من تم دفنهم هي جثث متراكمة ويتم التخلص منها بشكل متواصل.