غوث مأرب صحيًّا.. السعودية تلملم أوراق خيانة الإخوان
فيما خلّفت الحرب العبثية الحوثية القائمة منذ صيف 2014 والاعتداءات الضخمة التي تكبّدتها كافة قطاعات الحياة، وكذا السياسات العبثية التي اتبعها نظام الشرعية المخترق إخوانيًا، فإنّ السعودية تكثّف من جهودها الإغاثية هناك.
ففي الوقت الذي أحدثت فيه الحرب الحوثية أزمة صحية بالغة السوء وشديدة التردي، فقد كثّفت السعودية من جهودها لاحتواء الأعباء التي تحاصر السكان من كل حدبٍ وصوب.
المساعدات السعودية تمثّلت في تقديم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية معدات ومستلزمات طبية لأقسام المعالجة التغذوية الداخلية لحالات سوء التغذية عند الأطفال لأربعة مستشفيات بمحافظة مأرب.
ويستهدف المشروع، مستشفى كرى العام، ومستشفى الشهيد محمد هايل، و مستشفى 26 سبتمبر بالجوية، ومستشفى حريب.
تحمل مثل هذه الجهود السعودية أهمية بالغة فيما يتعلق بالعمل على تحصين المدنيين من الأعباء التي تفتك بهم على صعيد واسع، بعدما أحدثت الحرب القائمة أزمة صحية مروّعة للغاية.
المهم في إطار هذا العمل الإغاثي السعودي هو أنّه يستهدف محافظة مأرب التي يتمادى فيها النفوذ الحوثي على الأرض، بعدما مارست المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية حلقة جديدة من التآمر المفضوح غير المستغرب والقائم على تسليم الجبهات للحوثيين.
وفيما يؤدي التآمر الإخواني بشكل مباشر إلى تعزيز النفوذ الحوثي على الأرض، فإنّ الأمر يعني أنّ محافظة مأرب على موعد مع تفاقم الأعباء المعيشية في الفترة المقبلة، وربما يكون الأمر على نحو غير مسبوق.
ما يزيد من المخاوف في هذا الإطار هو أنّ الحرب الحوثية خلّفت في المجمل أزمة صحية مروّعة على نطاق واسع، وذلك بعدما غرست المليشيات بذور تفشي الأمراض والأوبئة، ضمن سلسلة التردي الخدمي في مناطق سيطرة المليشيات.
وفيما يتحمل الحوثيون مسؤولية مباشرة عن هذه الأوضاع الفتاكة وبالغة السوء، فإنّ نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا يتحمّل هو الآخر قسطًا كبيرًا من المسؤولية في ظل إفساحه المجال أمام تمادي السيطرة الحوثية على الأرض.