ثورة الجنوب التي حان أوانها
رأي المشهد العربي
فتحت المظاهرات التي شهدتها مدينة المكلا خلال الساعات الماضية بابًا للحديث عن إمكانية أن يشهد الجنوب ثورة عارمة تُجهِض المؤامرة الخبيثة والشريرة القائمة على محاولة إغراقه بين براثن فوضى خدمية وأخرى مجتمعية شاملة.
الجنوب يعيش منذ فترات ليست بالقليلة أزمات معيشية واسعة النطاق، وقد صُنِعت هذه الأعباء من قِبل نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا، وذلك بعدما استغلّ هذا النظام اختراقه لقطاعات الجنوب الإدارية والخدمية.
ومع تعيين حكومة المناصفة المنبثقة ضمن مسار اتفاق الرياض، كانت الآمال معلقة لإحداث نقلة نوعية شاملة فيما يتعلق بتحسين الأوضاع المعيشية، لكن مع مرور كل هذه الفترة لم تحدث أي تغييرات جذرية تضفي أي جديد على الوضع الراهن.
وفيما فاض كيل الجنوبيين من الأعباء التي حاصرتهم من كل حدب وصوب، فقد اندلعت الشرارة الأولى للغضب عبر المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مدينة المكلا؛ تعبيرًا عن الغضب الحاد من تفشي الأزمات المعيشية الغاشمة.
اندلاع ثورة جنوبية عارمة أمرٌ يُعوِّل عليه الكثيرون من أجل أن يعاد تنصيب الأمور بما يمثّل ضغطًا حاسمًا على نظام الشرعية لتوقف إشهار هذا السلاح الغاشم في وجه الجنوب وشعبه.
ويمكن القول إنّ الكرة الآن في ملعب الجنوبيين، الذين بإمكانهم التعبير عن إرادتهم الحرة ومساعيهم للتخلص من وطأة الاحتلال الإخواني الإداري، وأن يهنأ الجنوبيون بالثروات الضخمة التي يزخر بها الوطن، وبالتالي وقف جرائم النهب الإخوانية التي تطال هذه الثروات.
ومن المؤكّد أنّ تحقيق الاستقرار الخدمي والمعيشي والمجتمعي في الجنوب أمرٌ يقوِّي من عضد القضية الجنوبية العادلة الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.