نساء اليمن والعيد العالمي.. معاناة في ذيل الإنسانية
فيما تحتفل المرأة اليوم الاثنين بعيدها العالمي، فإنّ حال نساء اليمن لا يعبّر عن أي احتفال، بقدر ما يتضمّنه الأمر من معاناة مرعبة وقاتمة بفعل الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية.
وبينما توثّق الكثير من التقارير الحالة المأساوية لوضع النساء في اليمن، فقد تحدّث سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن هانس جروندبرج عن أنَّ النساء والفتيات الأكثر تأثرا بالنزاع حتى الآن.
السفير الأوروبي أشار كذلك إلى أن ارتفاع معدلات زواج الأطفال العام الماضي بسبب العوائق المالية التي تواجهها الأسر يبعث على القلق بشكل كبير، وقال إنّ تفشي جائحة كوفيد-19، أدى إلى ارتفاع مستوى العنف القائم على النوع الاجتماعي، موضحًا أنه في غضون أسبوعين، سيدخل اليمن العام السابع من الحرب.
وأضاف أنّه مع وجود حاجة ملحة لإنهاء الحرب، فإن ضمان جميع حقوق الإنسان أمر لا يمكن أن ينتظر، مشيرًا إلى أنه يمكن العمل بمثابرة لضمان الحقوق الكاملة للمرأة وقدرتها على الإسهام والمشاركة على كافة مستويات المجتمع.
ونبَّه إلى مواصلة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مناصرة إشراك المرأة بشكل حقيقي في صنع القرار وفي عملية السلام وفي جميع القطاعات.
النساء في اليمن تكبّدن كلفة باهظة للغاية من الأعباء التي صنعتها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران القائمة منذ صيف 2014.
أحد أوجه صنوف المعاناة التي تكبّدتها النساء تتمثّل في تعرّضهن للكثير من الانتهاكات في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، ويواجهن هناك صنوفًا ضخمة من الاعتداءات بين تعذيب واغتصاب وغيرها من الجرائم.
وفي الفترة الماضية بالذات، توسّع الحوثيون في ارتكاب الانتهاكات الغاشمة ضد النساء، اللاتي واجهن آثارًا مروِّعة من التعذيب في سجون معلنة وسرية أنشأها الحوثيون لهذا الغرض.
وهناك الكثير من الشهادات المروعة التي رصدت ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين من جرائم واعتداءات تجرّد مرتكبوها من إنسانيتهم وآدميتهم، ويتلذذون بما يمارسونه من إجرام وإيذاء للنساء.
الأمر لا يقتصر على ذلك، بل حُرمت النساء من الحصول على أدنى حقوقهن الصحية والطبية وقد رصدت الكثير من التقارير حجم معاناتهن البشعة في هذا الإطار.
وفي المجمل، احتل اليمن المرتبة الأخيرة في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين الذي أصدره العام الماضي المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث تعاني النساء من عدم المساواة في النوع الاجتماعي المترسخ بشدة في مجتمع موغل في النزعة الذكورية، وفق توثيقات أممية.
وتقول منظمة العفو الدولية إنّ النزاع في اليمن خلَّف تأثيرا رهيبا على كل المدنيين بصفة عامة، كما أنّ النساء والفتيات تأثرن بهذا الوضع بشكل غير متناسب.
ووفق المنظمة، أدت الصور النمطية السلبية بشأن أدوار النوع الاجتماعي والمواقف الذكورية، والنظام القانوني التمييزي، وانعدام المساواة الاقتصادية، إلى مفاقمة الوضع الهش للمرأة فيما يخص تعرضها للعنف.
وأدّت أعمال القتال إلى معاناة السكان بسبب حدة الأزمة الاقتصادية، وتضرر البنية التحتية، وانهيار الخدمات، لكن بالإضافة إلى ذلك تعَّين على النساء أن يواجهن محدودية الحركة بسبب المعايير الثقافية السائدة بين الجنسين.
ولأنّ النساء مسؤولات عن توفير الطعام وتقديم العناية في منازلهن، كان عليهن أن يتعاملن مع التحديات المرتبطة بمحدودية الوصول (أو انعدامه) إلى الطعام، والماء، والصرف الصحي، وخدمات العناية الصحية والتي شهدت تدهورًا مطردًا بسبب استمرار النزاع.