نهاية الإخوان تبدأ من الشارع الجنوبي

رأي المشهد العربي

شهدت عدة محافظات بالجنوب خلال الأيام الماضية مظاهرات حاشدة ضد جرائم مليشيات الإخوان، تحديدًا في حضرموت ولحج وأخيرًا في أبين، اليوم الثلاثاء، ما يشي بإمكانية اندلاع ثورة شعبية جنوبية تقتلع جذور هذا التنظيم الإرهابي الذي ارتكب جميع أنواع الانتهاكات ضد الأبرياء على مدار السنوات الماضية.

يمكن القول بأن الخلاص من الإرهاب الإخواني يبدأ من الشارع الجنوبي الذي يحمل قوة شعبية لن يقدر التنظيم الإرهابي -والذي يعمل بدعم من قطر وتركيا- على مجابهته، لأن هناك رأيا عاما داخل الجنوب يرفض استمرار هذا الاحتلال بعد أن أدرك أنه لا يمكن أن يكون هناك تطور على المستويات طالما أن هناك تنظيما يعمل على معاداتهم بشكل مستمر ويشن ضدهم حروب الخدمات التي ضاعفت صعوبات الحياة بالنسبة إليهم.

يستطيع صوت الشارع الجنوبي أن يصل إلى المجتمع الدولي، إذا توحد أبناء الجنوب على كلمة واحدة ضد الاحتلال، وطالما كان هناك توافق على إزاحة الخونة الذي يعملون لصالح قوى الاحتلال اليمني ويتخذون من الانتماء للجنوب ستارًا يداري جرائمهم بحق الجنوب، وهو ما يفتح الباب أمام المجلس الانتقالي الجنوبي لكي يجمع شمل القوى الجنوبية الوطنية التي لديها إخلاص لقضيتها.

في مرات سابقة كانت المظاهرات والحشود الشعبية التي لبت نداء المجلس الانتقالي الجنوبي سببًا مباشرًا في الضغط على الشرعية الإخوانية نحو التوقيع على اتفاق الرياض، بعد أن أدركت أن هناك ظهيرا شعبيا قويا للجنوب لن تتمكن من مواجهته عسكريًا، ووجدت نفسها في حصار شعبي يحيط بها من جميع المناطق بما فيها التي تقع تحت هيمنتها.

تجربة الانتقالي في الوصول إلى اتفاق الرياض من الممكن تكرارها الآن عبر توحيد صوت الجنوب لطرد الاحتلال اليمني واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وهو ما يتطلب تحركا شعبيا واسعا يدعم الخطوات الدبلوماسية والعسكرية التي أقدم الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي على اتخاذها خلال الأشهر الماضية، وجاء على رأسها زيارته الناجحة إلى موسكو.

فضح ممارسات تنظيم الإخوان شعبيًا يمثل رعبًا للمليشيات الإرهابية التي تجد نفسها في موقف ضعيف أمام التحالف العربي والمجتمع الدولي، كما أن اندلاع شرارة الاحتجاجات والتي انطلقت من مناطق عديدة تبرهن على أنه قد يكون هناك ثورة جنوبية ستقتلع تنظيم الإخوان من جذوره.