متى يتحول الانزعاج الأميركي من الإرهاب الحوثي إلى قرارات؟

الثلاثاء 9 مارس 2021 21:37:05
متى يتحول الانزعاج الأميركي من الإرهاب الحوثي إلى قرارات؟

مع توالي العمليات الإرهابية للمليشيات المدنيين عبر استهداف المدنيين على الأراضي السعودية توالت أيضاً بيانات الشجب والإدانة التي صدرت عن الولايات المتحدة الأميركية بأجهزتها المختلفة، وبدت تلك البيانات كأنها تستهدف حفظ ماء الوجه بعد أن أضحت متهمة بشكل غير مباشر في هذا التصعيد جراء القرار الانفعالي الذي اتخذته إدارة بايدن بإلغاء قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.

عبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، عن انزعاج الولايات المتحدة الأمريكية من تكرار استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية لأراضي السعودية، وشددت في تصريحات إعلامية، على أن الهجمات التصعيدية للمليشيات المدعومة من إيران تؤكد أنها ليست جادة بشأن السلام.

وأوضحت أن المملكة تواجه تهديدات أمنية كبيرة من اليمن وأطراف أخرى في المنطقة، مؤكدة أن تصعيد الحوثيين الإرهابيين خطير وغير مقبول، في إشارة إلى أن هناك إمكانية لتغيير الموقف الراهن الذي يستمر في مهادنة الحوثيين ومن ورائها إيران.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن مفاده: "متى يتحول هذا الانزعاج إلى قرارات؟"، والإجابة عليه صعبة ولا يمكن الجزم بها، لكن هناك مؤشرات يمكن من خلالها التعرف على مستقبل القرار الأميركي من المليشيات الحوثية، يأتي على رأسها السياسية الخارجية لإدارة بايدن والتي تقوم أساساً على ترك مساحات واسعة للمليشيات وعناصر التمرد للحركة على الأرض على عكس إدارة ترامب التي تبنت سياسية حاسمة مع تلك العناصر، ما يشي بأن تغير القرار الأميركي الحالي لن يكون قريباً على أي حال من الأحوال.

المؤشر الثاني يرتبط بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، ومدى قدرة إدارة بادين على الوصول إلى تفاهمات مع إيران بشأن الملف النووي والعودة إلى مجدداً إلى الاتفاق السابق الذي رعته إدارة أوباما، وفي حال توافقهما فإنه ليس من المأمول أن يكون هناك عقوبات أميركية أو قرارات متصاعدة ضد المليشيات الحوثية، أما في حال استمرار تعنت إيران لفترة طويلة قد تصل إلى عام أو أكثر قد تلجأ الإدارة الأميركية في ذلك الحين لتغيير مواقفها من المليشيات للضغط على إيران.

أما ثالث هذه المؤشرات فهو يرتبط بوجود إرادة دولية حقيقية بإنهاء الأزمة اليمنية والوصول لحل سياسي بمشاركة جميع الأطراف، وفي تلك الحالة فإن الولايات المتحدة قد تغير موقفها المهادن للعناصر المدعومة من إيران للضغط عليها من أجل الجلوس على المفاوضات، فيما عدا ذلك فإنه من المتوسط أن تستمر بيانات الإدانة من الولايات المتحدة من دون أن تنعكس في شكل قرارات على الأرض.

هاجم السيناتور الأمريكي الجمهوري، توم كوتون، اليوم الثلاثاء، موقف إدارة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، من الاعتداءات الإرهابية المستمرة من قِبل المليشيات الحوثية وإيران، وقال وفقًا لمصادر إعلامية، إن المليشيا الحوثية المدعومة من إيران تتجرأ في المنطقة؛ بسبب سياسات إدارة بايدن وتخاذلها على تلك الأفعال الإرهابية.

أدانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية تجاه السعودية، وعبر عن قلقه من تصاعد وتيرة اعتداءات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وطالبت المليشيات الإجرامية بوقف هجماتها وإظهار استعدادها للمشاركة في عملية سياسية.

وعلى جانب أخر، ندد الاتحاد الأوروبي بهجمات مليشيا الحوثي الصاروخية وبالطائرات المُسيرة المدعومة من إيران، وقال في بيان، منذ قليل، إنه ينبغي عدم تقويض الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للصراع في اليمن.

أدانت فرنسا إطلاق مليشيا الحوثي الإرهابية الصواريخ والطائرات المُسيّرة صوب المدن السعودية، وعبرت عن حرصها الشديد على أمن المملكة العربية السعودية واستقرار المنطقة، وطالبت المليشيا المدعومة من إيران بوضع حدًا على الفور لأنشطتهم الإقليمية المزعزعة لاستقرار المنطقة، وهجماتهم على محافظة مأرب.