تفشي شلل الأطفال في اليمن.. كيف يعيد الحوثيون الزمن إلى الوراء؟
خلّفت الحرب الحوثية العبثية القائمة في اليمن منذ صيف 2014، أزمة صحية شديدة البشاعة، تضمّنت تفشيًّا مرعبًا للكثير من الأمراض والأوبئة على صعيد واسع.
ويعتبر مرض شلل الأطفال أحد الأمراض التي سجّلت حضورًا مرعبًا من جرّاء الحرب الحوثية القائمة، علمًا بأنّ هذا المرض تفاقم انتشاره بشكل كبير في ظل الانهيار الحاد الذي ضرب المنظومة الصحية على مدار الفترات الماضية.
وتعبيرًا عن خطورة الوضع الراهن لهذا المرض، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أنّ هناك حاجة إلى جولتين من التطعيم ضد شلل الأطفال للقضاء على تفشي المرض، داعية إلى توفير التمويل.
وأشارت المنظمة الدولية في تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم الخميس، إلى إطلاق حملة واسعة النطاق للتحصين ضد المرض في العام الماضي.
تغريدة منظمة اليونيسف يمكن القول إنّها تدق ناقوس الخطر بشأن المخاطر الناجمة عن تفشي مرض شلل الأطفال في اليمن، وذلك ضمن الكلفة المؤسّفة التي خلّفتها الحرب الراهنة.
وفيما تعاني المنظومة الصحية انهيارًا شاملًا في الفترات الأخيرة، توجّه الاتهامات بشكل مباشر للمليشيات الحوثية بأنّها السبب في عودة مرض "شلل الأطفال" بعد 14 عاما من اختفائه بسبب إهمال مليشيا الحوثي.
واتهمت المليشيات الحوثية بأنّ فسادها واسع النطاق تسبّب في عودة العديد من الأوبئة والأمراض التي سبق القضاء عليها، وذلك بعد رصد عدد كبير من حالات الإصابة المؤكدة بشلل الأطفال.
تفشي المرض أرجعته مصادر طبية إلى الرفض الحوثي المستمر لحملات التطعيم بمختلف أنواعها، ومضايقتها المتكررة للعاملين بمجال الصحة، والتي حالت دون التمكن من تزويد كل طفل باللقاحات المطلوبة.
يُعبّر هذا الإجرام عن هول الأعباء التي صنعتها الحرب الحوثية الغاشمة على الصعيد الصحي، وحجم معاناة السكان من هذه الأعباء التي تجاوزت حدود ما يمكن أن يُطاق، في ظل الانهيار الشامل لهذه المنظومة.
بشكل عام، مارست المليشيات الحوثية على مدار الفترات الماضية، إهمالًا فظيعًا في تقديم الخدمات الطبية على صعيد واسع، وتعمّدت تعطيل العمل في المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وهو ما حرم أعدادًا ضخمة من السكان من الحصول على هذه الخدمات.