المبادرة الأمريكية ورصاصة الخبث الحوثية

السبت 13 مارس 2021 17:59:00
المبادرة الأمريكية ورصاصة الخبث الحوثية

رأي المشهد العربي

تشير التطورات الراهنة على الساحة السياسية والعسكرية إلى أنّ مزيدًا من التعقيدات تنتظر المشهد برمته فيما يتعلق بالحرب الحوثية التي تدور رحاها ولا تهدأ آلتها العسكرية المرعبة.

الحديث عن الرفض الحوثي الخبيث لمبادرة الحل السياسي التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تتضمّن وقفًا لإطلاق النار في اليمن، والعمل على إتاحة الفرصة لبذل المزيد من الجهود نحو إحداث حلحلة سياسية مطلوبة.

الأمر لا يتقصر على الرفض الحوثي للمبادرة الأمريكية في حد ذاته، لكن الملاحظ أيضًا هو سرعة الرفض من قِبل المليشيات لهذه الخطوة السياسية، دون أن تمنح المليشيات نفسها وقتًا من أجل دراسة المبادرة بشكل كافٍ أو حتى التفاوض بشأنها.

يبرهن هذا الأمر على خبث نوايا الحوثيين في هذا الصدد، وأنّ المليشيات لا يمكن أن تُظهِر أي قدر من التجاوب مع الجهود التي يتم بذلها دفعًا نحو إحداث حلحلة سياسية تخمِد لهيب الحرب المستعرة والمستمرة منذ صيف 2014.

لعلّ هذه الرسالة تكون قد اخترقت آذان المجتمع الدولي، فهي إنْ اخترقت بالفعل من المؤكّد أنّ الوضع الراهن سيتغيّر برمته، استنادًا إلى ضرورة إقدام المجتمع الدولي على ممارسة أكبر قدر من الضغوط التي تصل إلى حد محاصرة المليشيات عملًا على إلزامها بالانخراط في مسار لتحقيق السلام والاستقرار.

في الوقت نفسه، فإنّ المجتمع الدولي سيكون مغامرًا بالنيران إذا ما طال انتظار جنوح حوثي نحو تحقيق السلام، فقد تبيّن للقاصي والداني أنّ المليشيات لن تنخرط في هذا المسار بأي حالٍ من الأحوال استنادًا إلى أنّ إطالة أمد الحرب أمرٌ يدر عليها الكثير من المكاسب والمصالح بشكل كبير.

ولأنّ التجربة هي خير دليل وبرهان، فما جرى مع اتفاق السويد يوضح حجم الخبث الحوثي في هذا الإطار، ففي الوقت الذي مارس فيه المجتمع الدولي ما يمكن اعتباره صمتًا مروّعًا أمام الخروقات الحوثية لهذا المسار، تمادت المليشيات في إجرامها وإرهابها على نحوٍ أجهض جهود الحل السياسي بشكل كامل، وبالتالي تفاقمت الأعباء على المدنيين.