التحقيق المستقل.. هل يعاقب الحوثيين على جريمة محرقة المهاجرين؟
خطت الأمم المتحدة خطوة واحدة من رحلة الألف ميل فيما يتعلق بمحاسبة المليشيات الحوثية على جريمة حرق مركز احتجاز اللاجئين في صنعاء.
مارتن جريفيث المبعوث الأممي إلى الأمم المتحدة ألقى إحاطة أمام مجلس الأمن، تطرّق فيها إلى هذه الجريمة الغادرة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، وتُدرج في إطار جرائمها المُدرجة بأنّها جرائم ضد الإنسانية.
جريفيث طالب في إحاطته، بإجراء تحقيق مستقل في حريق مركز احتجاز للاجئين في صنعاء.
صحيحٌ أن التدخل الأممي لا يزال في مهده، ويقف الآن عند حد المطالبة بتحقيق مستقل، لكن الأمر في حاجة ماسة لأن لتكثيف الضغوط على المليشيات الحوثية بشكل كبير.
وكانت المليشيات الحوثية الإرهابية قد أطلقت قنابل حارقة على المهاجرين في مركز الاحتجاز وذلك بعد احتجاجهم على نقص الوجبات الغذائية ما أدى الى احتراق الفرش وحدوث المحرقة، حسبما علم "المشهد العربي" من ناجيين من المحرقة.
وحاولت المليشيات الحوثية طي هذه الصفحة سريعًا، بعدما دفنت عشرات الجثث للمهاجرين الإثيوبيين الذين قضوا في حادثة المحرقة المفجعة، وتجري عمليات الدفن بشكل متتابع.
هذه الجريمة الغادرة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية تبرهن على مدى وحشية هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران، وتماديه في ارتكاب أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات التي تستهدف المدنيين.
وفيما تسعى المليشيات الحوثية التهرّب من مسؤولية جريمتها الغادرة، فإنّ المجتمع الدولي لا يجب أن يصب آذانه عن مواجهة هذا الإرهاب المروع، وبات لزامًا العمل على محاسبة المليشيات هذه الجريمة المروّعة.
في الوقت نفسه، فإن التزام المجتمع الدولي الصمت في هذا الإطار يعني منح المليشيات الحوثية رخصة صريحة ومباشرة إزاء التمادي في ارتكاب الجرائم الغادرة التي تستهدف المدنيين على صعيد واسع.