صراعات الأجنحة الحوثية.. جولة جديدة على حلبة الأموال والعقارات الكويتية
من جديد، عاودت صراعات الأجنحة في معسكر المليشيات الحوثية إثر تسابق قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي على نهب الأموال بغية تكوين ثروات مالية ضخمة.
ففي هذا الإطار وفي حلقة جديدة من هذه السلسلة، يدور صراعٌ محتدم بين قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية على أموال وعقارات كويتية في صنعاء، وسط تبادل اتهامات بالفساد بين تلك القيادات.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنّ قيادات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران صعّدت من صراعاتها على الشركة اليمنية الكويتية للتنمية العقارية.
واستحوذ القيادي الحوثي المدعو (محمد بشر) المعين مديرًا تنفيذيًا للشركة، على الشركة ويديرها كشركة خاصة رغم امتلاك الجانب الكويتي 51% من الشركة.
وبحسب المصدر، فإنّ القيادي في المليشيات الإرهابية المدعو (عبدالله الحوثي) المعين مديرًا لبنك الإسكان، كان قد دخل في خلافات كبيرة مع القيادي بشر باعتبار البنك عضوا في مجلس إدارة الشركة، متهما الأخير بتحويل الشركة إلى مؤسسة خاصة، ورفع تقارير بذلك.
وأوضح أنّ المدير الحوثي للشركة بشر رفض عقد اجتماع دعا له وزير الصناعة في حكومة المليشيات الحوثية غير المعترف بها، باعتباره رئيسًا لمجلس الإدارة، لمناقشة حسابات الشركة غير أن الأخير رفض، في ظل اتهامات متبادلة بمحاولة السطو على أموال الشركة.
وتستغل القيادات الحوثية، وفق المصدر، غياب الجانب الكويتي للعبث بأموال وأصول الشركة التي تملك عقارات ضخمة في صنعاء.
وكانت قيادات حوثية قد دبّرت صفقة لبيع أرضية تابعة للشركة في منطقة حده تقدر قيمتها بالمليارات، إلا أن الصراعات بين القيادات الحوثية الإرهابية على حصتها فجر الفضيحة وتدخل الجانب الكويتي لمنع البيع.
هذه الواقعة المفحمة بالتفاصيل المثيرة تُضاف إلى سلسلة طويلة من صراعات الأجنحة التي تفاقمت كثيرًا في الفترة القليلة الماضية في إطار تسابق قيادات هذا الفصيل على نهب الأموال.
وبات من الواضح أنّ التصارع على نهب الأموال سيظل سببًا رئيسيّا ومباشرًا في تأجّج الخلافات بين عناصر المليشيات الحوثية، وهو ما ينذر بتفجيرات مرعبة تطال أوضاع هذا الفصيل الإرهابي.
وفيما يحاول زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي احتواء هذه الصراعات وإخماد لهيبها على صعيد واسع، إلا أنّ الجهود التي بذلها عبد الملك لم تكن كافية على الإطلاق في وأد هذه الأزمات.
وكان عبد الملك الحوثي قد عقد - في وقتٍ سابق - اجتماعًا مع رئيس وأعضاء حكومته غير المعترف بها، أصدر خلاله توجيهات مباشرة بالعمل على الحد من تنازع النفوذ، والاتهامات المتبادلة بالفساد بين مراكز القوى في المليشيات.
وبحسب محللين، فإنّ عبد الملك الحوثي يتخوف من أن افتضاح أمر المليشيات بشكل أكبر، قد يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الانشقاقات التي تضرب المليشيات بشكل كبير، وبالتالي يشكّل ضربة قاسمة لهذا الفصيل الإرهابي.