جهود إنهاء الصراع في اليمن.. كيف تنجح المساعي الأمريكية - الأوروبية؟
يبدو أنّ المجتمع الدولي يُجهز لعملية سياسية جديدة ترمي إلى وقف الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
الحديث عما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية، عبر وزارة خارجيتها، عن جهود وثيقة مع الاتحاد الأوروبي لإنهاء الصراع في اليمن.
الوزارة الأمريكية قالت في بيان لها، إنّ المباحثات الأخيرة التي أجراها المبعوث الأمريكي الخاص تيموثي ليندركينج مع الجانب الأوروبي تتعلق بإنهاء الأزمة الإنسانية.
يشير هذا الإعلان الأمريكي إلى أنّ المرحلة المقبلة ربما تشهد زخمًا سياسيًّا يدفع نحو التوصّل إلى حل شامل يخمد لهيب الحرب المستعرة والتي خلّفت أزمة إنسانية مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
وحتى تكون الآمال واقعية، فإنّه لا يجب الثقة الكاملة في قدرة المجتمع الدولي على إحداث حلحلة سياسية مطلوبة واختراق نوعي في جدار الأزمة وذلك إذا ما أصرّ على إتباع سياساته الراهنة التي يمكن وصفها بـ"الرخوة".
بمعنى أدق، فإنّ المجتمع الدولي مُلزم بإظهار عين حمراء في مواجهة المليشيات الحوثية عملًا على إلزامها على الانخراط في مسار نحو تحقيق السلام، شريطة أن يكون هذا الانخراط بشكل جدي بما يساهم في وقف الحرب.
المجتمع الدولي مُطالب كذلك بعدم السماح للحوثيين بتكرار ما جرى مع مسار اتفاق السويد الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 ونُظر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي، لكنّه لم يُحدث أي حلحلة سياسية بالنظر إلى حجم الخروقات والاعتداءات التي ارتكبها الحوثيون.
وبات من الواضح أن إظهار المجتمع الدولي أي تراخٍ في سبيل مواجهة الإرهاب الحوثي أمرٌ قد يمثّل منح المليشيات رخصة نحو التمادي في جرائمها التي تحاصر المدنيين بين صنوف ضخمة من صنوف الأعباء والمعاناة.