خطة تطويق الجنوب مصيرها الفشل

الجمعة 19 مارس 2021 18:00:00
خطة تطويق الجنوب مصيرها الفشل

رأي المشهد العربي

كشفت التطورات الأمنية والسياسية الأخيرة على الساحة عن أن هناك خططا معادية تستهدف تطويق الجنوب وفي القلب منه المجلس الانتقالي الذي استطاع أن يحقق جملة من المكاسب السياسية للقضية الجنوبية منذ أن تأسس بـ2017، غير أن تلك الخطة سيكون مصيرها الفشل بفعل قوة الانتقالي والدعم الشعبي الذي يحظى به داخليا وخارجيا.

ملامح خطة تطويق الجنوب ظهرت في حرب الخدمات التي شنتها الشرعية الإخوانية على أبناء الجنوب طيلة السنوات الماضية والتي وصلت ذروتها بسرقة المقدرات الجنوبية وتهريبها إلى المليشيات الحوثية والعناصر الإرهابية التابعة للشرعية، هذا بالإضافة إلى تجميد عمل حكومة المناصفة التي كان من المفترض أن تقوم بدور فاعل لإنهاء الأزمات التي يعانيها المواطنون، ونهاية بإطلاق يد الإرهاب في وجه أبناء الجنوب ما ظهر واضحا في حادث أحور الإرهابي.

ملامح هذه الخطة تتمثل أيضا في محاولة إفشال اتفاق الرياض والعودة به إلى نقطة الصفر مجددا والتهرب من باقي التزاماته السياسية والعسكرية، هذا بالإضافة إلى تكثيف آليات التعاون والتنسيق مع المليشيات الحوثية الإرهابية واستمرار عمليات النزوح السياسي من الشمال بحجة الضربات الحوثية إلى محافظات الجنوب، إلى جانب العمل لصالح مخططات إقليمية معادية للأمن القومي العربي عبر تنفيذ أجندة تركية إيرانية قطرية تستهدف إيجاد موطئ قدم بالجنوب.

وتشمل هذه الخطة استمرار محاولات اختراق العاصمة عدن مجددا في أعقاب تطهيرها من المجاميع الإرهابية في أغسطس 2019، عبر نقل المليشيات الإرهابية من شبوة إلى أبين ومحاولات إثارة الفوضى في لحج، إلى جانب الانتهاكات التي ترتكب بحق أبناء الجنوب والتي يكون هدفها ثنيهم عن المضي قدما باتجاه دعم قضيتهم التي تتمثل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.

غير أن هذه الخطط تواجه بصمود جنوبي على كافة المستويات ما يجعلها أقرب للفشل، فعلى المستوى الشعبي هناك إدراك بخطورة تلك المهددات ويجري التعامل معها عبر المظاهرات السلمية والعصيان المدني الذي شهدته أكثر من محافظة جنوبية الأسبوع الماضي ووصل إلى العاصمة عدن.

وعلى المستوى العسكري فإن القوات المسلحة الجنوبية تلعب دورا مهما في التعامل مع التهديدات الأمنية واستطاعت أن تحبط مؤامرات إفشال اتفاق الرياض عبر التصعيد في أبين والذي استمر لأشهر طويلة دون أن تستطيع الشرعية تحقيق أي انتصار يذكر، كما أنها تصد الإرهاب الحوثي في جبهات شمال الضالع والذي يأتي بدعم مبطن من قبل الشرعية الإخوانية التي لديها رغبة في إغراق الجنوب بالفوضى.

أما على المستوى السياسي والدبلوماسي فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يقوم بأدوار فاعلة استطاع خلالها أن يضع القضية الجنوبية على طاولة المجتمع الدولي وتمكن من فضح ممارسات الشرعية الإخوانية وعمد على دعم علاقات الجنوب بالتحالف العربي ما شكل سدا منيعا في وجه العديد من المؤامرات التي سعت إلى تقليص أدواره وإفشاله.