الجنوب.. ما بعد صرخة الغضب

السبت 20 مارس 2021 18:00:00
الجنوب.. ما بعد "صرخة الغضب"

رأي المشهد العربي

لا تزال أصداء الاحتجاجات الغاضبة التي نظّمها المواطنون الجنوبيون في الأيام القليلة الماضية اعتراضًا على سلاح حرب الخدمات الموجّه إلى صدورهم، وباتت الأنظار منصبة بشأن ما يمكن أن يحدث في أعقاب هذا الحراك الغاضب.

صحيحٌ أنّ رسالة الجنوبيين أو بمعنى أدق "صرختهم" من الأعباء التي تحاصرهم من كل حدب وصوب بعدما صنعها نظام الشرعية بشكل متعمّد، قد وصلت إلى مسامع المعنيين بالأمر، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لكن يبقى الأهم ما هو قادم.

نجاح حراك الغضب الجنوبي يبقى مرهونًا باتخاذ إجراءات حاسمة تدحر الأعباء التي تصنعها السلطة الإخوانية مستغلةً اختراقها لمفاصل الجنوب على الصعيد الإداري، وبات يمثّل هذا الأمر مدخلًا لتفاقم الأعباء على الجنوبيين بشكل كبير.

المجلس الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي وحامل لواء قضيته العادلة يعوّل عليه لأن ينقل صرخات الجنوبيين ويعبّر عنها في أي عمليات سياسية مستقبلية ترمي إلى تحقيق الاستقرار المنشود بما يخدم القضية الجنوبية.

وفيما من المرتقب أن يُعقد اجتماع بين طرفي اتفاق الرياض في الفترة المقبلة في أعقاب صدور دعوة سعودية في هذا الإطار، فإن هذا الحراك السياسي يستوجب أن يُترجم في إجراءات على الأرض تمثّل نقلة نوعية في العمل على تخفيف الأعباء عن المواطنين.

ويبقى العمود الرئيس في إطار هذه التطورات أو بالأحرى التحديات هو أنّ الشعب الجنوبي يملك وعيًّا ضخمًا وتماسكًا فريدًا من نوعه، يقف كالجدار الصلب في وجه أي مؤامرات تُحاك ضد الجنوب مهما كثرت أو تفاقمت.