الحوثي يغطي على محرقة الأفارقة بتصفية أحد وزرائه

الاثنين 22 مارس 2021 13:21:03
الحوثي يغطي على محرقة الأفارقة بتصفية أحد وزرائه

في الوقت الذي يسلط فيه العالم الضوء على جرائم المليشيات الحوثية في أعقاب إقدامها على حرق العشرات من اللاجئين الأفارقة، الأسبوع الماضي، عمدت المليشيات على توجيه الأنظار نحو أحد وزرائها الذي جرى تصفيته أمس الأحد، في ظروف غامضة بصنعاء، وهي وسيلة طالما لجأت إليها العناصر المدعومة من إيران حينما تكون بحاجة للفت الأنظار عن واقعة بعينها.

وبالرغم من أن حادث اغتيال المدعو زكريا الشامي قد يضاعف من الصراع الداخلي بين أجنحة المليشيات، إلا أنه يدفع باتجاه تخفيف توجيه الرأي العام نحو الحادث بما يؤدي لنسيان ما جرى في أحد أماكن احتجاز الإثيوبيين، والتي بمثابة جريمة حرب قد تدفع المليشيات ثمنها غالياً إذا كان هناك رغبة دولية في معاقبتها على جريمتها، وإذا استمر الضغط من جانب الدول التي تعرض مواطنيها للحرق.

يرى مراقبون أن العناصر المدعومة من إيران دائما ما تلجأ إلى أساليب الإلهاء المختلفة للتغطية على جرائمها ومحاولة تصدير صورة للرأي العام الخارجي بعيدة عما يجري على أرض الواقع، وبالتالي فإن الحادث الغامض والذي لم يظهر فيه متهمين بارتكابه حتى الآن يشكل فرصة مناسبة لدفن جريمة المحرقة، وشغل المواطنين بأزمة أخرى ليست بالهينة لكنها قادرة على للملمتها داخل صفوفها وتختلف بشكل كلي عن جريمة المحرفة التي تأخذ أبعاد دولية.

وقُتل الوزير الحوثي والقيادي البارز في المليشيا الإرهابية، المدعو زكريا الشامي في ظروف غامضة، أمس الأحد، بصنعاء، وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي" إنه وصل إلى احد المستشفيات في صنعاء جثة هامدة، وسط ملابسات غامضة.

وأضاف أن هناك ترجيحات بتصفيته من قبل قيادات حوثية نافذة في المليشيات المدعومة من إيران، مرجحة وجود خلافات كبيرة، ويعد زكريا الشامي، نجل القيادي الحوثي البارز اللواء المدعو يحيى الشامي الذي يوصف بأنه الأب الروحي للمليشيا الحوثية الإرهابية.

اعترفت مليشيا الحوثي الإرهابية بارتكاب محرقة مركز احتجاز اللاجئين الأفارقة في بيان رسمي لوزارة داخلية حكومتها غير المعترف بها.

أكد البيان أن قوات مكافحة الشغب أطلقت قنابل مسيلة بعد احتجاجات في العنبر أدت لسقوط قنبلة على فراش إسفنجي واندلاع النيران، ليؤكد معلومات مبكرة رصدها "المشهد العربي"، ثاني يوم للجريمة المروعة.

وبرأت المليشيات الإجرامية المدعومة من إيران ساحتها، بسجن 11 جنديًا منهم سبعة يتبعون مكافحة الشغب وأربعة يتبعون مصلحة الجوازات على ذمة التحقيقات.

وافاد مصدر مطلع لموقع "المشهد العربي" بأن المليشيا الحوثية الإرهابية اضطرت إلى إعلان الواقعة بعد تصاعد المطالب الدولية بإجراء تحقيق محايد ومستقل في الحادثة، وبدء عدد من الناجين بتوثيق شهاداتهم لدى منظمات حقوقية.