اتفاق الرياض.. البوصلة نحو الاتجاه الخاطئ
رأي المشهد العربي
تدفع كافة التطورات الجارية على الساحة، إلى القول إنّ مسار اتفاق الرياض -الذي يحمل أهمية استراتيجية بالغة-، تسير بوصلته في اتجاه خاطئ، تنذر بفشل أو بمعنى أدق إفشال متعمّد لهذا المسار.
نظام الشرعية الذي تُحرِّكه المليشيات الإخوانية لم يترك سلاحًا إلا وأشهره أمام مسار اتفاق الرياض، لا سيّما عبر ممارسة التصعيد العسكري على الأرض ضد الجنوب من خلال مواصلة تحشيد العناصر الإرهابية من التنظيمات المتطرفة "المتآخية" مع الإخوان.
ضربات إخوانية أخرى يتم توجيهها ضد مسار اتفاق الرياض، كبعثرة الأوراق المعيشية في كافة أرجاء الجنوب من خلال تعمّد استفزاز المواطنين عبر محاصرتهم بالأزمات المعيشية والحياتية التي لا تطاق، في محاولة لصناعة فوضى مجتمعية شاملة تنسف ما تحقّق من منجزات سابقة.
على الصعيد السياسي، تُرصَد محاولات إخوانية مفضوحة بشتى السبل ممارسة "التهميش" للمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك في محاولة لتغييبه بشكل متعمد عن أي جولات مستقبلية في إطار مفاوضات الحل السياسي الشامل.
يُستدل على ذلك بشكل واضح أنّ نظام الشرعية يحاول تصوير المشهد بأنّ اتفاق الرياض انتهى عند تشكيل حكومة المناصفة، وأنّه بهذه الخطوة قد حقّق المطلوب منه، وهو أمرٌ ينافي الواقع والمنطق والحقيقة.
يُشير كل ذلك إلى أنّ بوصلة مسار الاتفاق تسير في اتجاه غير صحيح على الإطلاق، وبالتالي فهناك حاجة ماسة للانتباه جيدًا لما يُحاك إخوانيًّا ضد هذا المسار عملًا على إنقاذه لما يحمله من أهمية بالغة فيما يتعلق بتحقيق استقرار سياسي وانضباط عسكري، لكن هذا الاستقرار لا ينشده إخوان الشرعية، ومن هنا ينبع الخطر.