سلاح كورونا يرتد في صدور قيادات الحوثي بصنعاء
عمدت المليشيات الحوثية الإرهابية على توظيف انتشار فيروس كورونا لمضاعفة المتاعب الصحية للمواطنين في أماكن سيطرتها، وتجاهلت كافة الإجراءات الاحترازية للتعامل مع الفيروس الذي أرعب العالم أجمع، في ظل انهيار المؤسسات الصحية التي حَولت أغلبها إلى ثكنات عسكرية، وهو ما جعل الفيروس بمثابة سلاح تستخدمه المليشيات لشغل الأبرياء في أوضاعهم الصحية الصعبة على أن تتفرغ هي لارتكاب الانتهاكات اليومية بحقهم.
غير أن العناصر المدعومة من إيران لم تكن تعلم أن هذا السلاح الذي راح ضحيته مئات الأبرياء في مناطق سيطرتها منذ انتشار الفيروس العام الماضي، قد يرتد إلى صدور قياداتها التي سعت لاستخدام المرض لصالح جرائمها بحق المواطنين وإخضاعهم لسيطرتها، الأمر الذي أدى لوفاة عدد كبير من قادة المليشيات الفاعلين وأضحى الفيروس مجرد كابوس يخشاه الحوثيون ليل نهار.
لم تجد عناصر المليشيات الحوثية المصابة بالفيروس الرعاية الصحية السلمية للتعامل مع المرض، لأن الإجراءات الاحترازية غير مطبقة من الأساس، كما أن المستشفيات القليلة التي مازالت داخل الخدمة أضحت مكتظة بالمرضى والحالات الحرجة، وبالتالي فإن قياداتها تساقطت واحدة تلو الأخرى من دون أن تتمكن من إنقاذها.
عاد رئيس حكومة المليشيا غير المعترف بها، المدعو عبدالعزيز بن حبتور إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات صنعاء، بعد يومين من مغادرته إلى منزله وهو لا يزال يعاني من أعراض إصابته بفيروس كورونا مع أسطوانة أكسجين على أمل تحسن صحته في المنزل، غير أن حالته الصحية تدهورت مجددًا.
يأتي هذا في وقت ما يزال عدد من قيادات الحوثي يعانون من الإصابة بفيروس كورونا، بينهم العقل المدبر لمليشيا الحوثي الإرهابية اللواء المدعو يحيى الشامي الذي يعاني من تدهور في صحته، بعد فقدانه زوجته ونجله المدعو زكريا الشامي، الذي كان يشغل منصب وزير النقل في حكومة المليشيا المدعومة من إيران.
كشفت مصادر طبية في صنعاء، عن تكدس حالات "كورونا" داخل المستشفيات الحكومية والخاصة، في ظل تزايد الإصابات بشكل كبير مؤخرًا، وقالت المصادر لـ "المشهد العربي"، إن هناك انتشارًا كبيرًا للحميات وفيروس كورونا، وسط غياب المراكز الطبية المُتخصصة لاستقبال مثل هذه الحالات.
وأضافت أن غرف العناية المُركزة امتلأت بالمرضى، وأصبحت المستشفيات ترفض استقبال الحالات الحرجة لعدم القدرة على استيعاب المزيد من الحالات.
وتصر مليشيا الحوثي الإرهابية على تجاهل هذه الجائحة أو اتخاذ تدابير احترازية، إلى جانب إصدارها تعليمات للمستشفيات بتخصيص أقسام خاصة باستقبال حالات "كورونا"، الأمر الذي زاد من مخاوف انتشار الفيروس وسط عناصر القطاع الطبي.
كما أعلنت مصادر محلية لـ"المشهد العربي" بأنّ هناك تفشيًّا كبيرًا لفيروس كورونا المُستجد في سجون الأسرى لدى مليشيا الحوثي الإرهابية بصنعاء، مشيرة إلى أن الفيروس انتشر بين الأسرى في سجون المليشيات كما تدهورت الحالات الصحية لبعض الأسرى، وأن مليشيا الحوثي لم تتخذ أي إجراءات عزل للمرضى المُصابين، وتركتهم بجانب بقية الأسرى.
وبحسب المصادر، فقد نصح الأطباء بنقل بعض الأسرى إلى العناية المركزة؛ للحصول على أجهزة تنفس صناعي, غير أن المليشيات رفضت هذا الطلب، في إشارة إلى رغبة المليشيات في تعريض حياة المعتقلين إلى خطر الموت.