التعهّد والإدانة.. إطار سعودي حاسم نحم لجم الإرهاب الحوثي الإيراني
إدانة واضحة وتعهد حازم صدرا عن المملكة العربية السعودية فيما يخص تعرّضها لمحاولات اعتداءات إرهابية تشنها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
الساعات الماضية كانت شاهدةً على تمكن قوات التحالف العربي من اعتراض طائرتين مفخختين مسيرتين للمليشيات الحوثية الإرهابية قبيل استهدافهما جنوب المملكة.
هذه المحاولة التي باءت بالفشل بفضل جهود دفاعات التحالف تُضاف إلى سلسلة طويلة من المحاولات أو الاعتداءات التي نفّذتها المليشيات الحوثية ضد السعودية.
ردًا على ذلك، أدان مجلس الوزراء السعودي، في جلسته الأخيرة، محاولات مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية.
مجلس الوزراء السعودي شدّد على أنّ ھذه الاعتداءات ضد المنشآت الحيوية لا تستهدف المملكة ومنشآتها الاقتصادية، إنما عصب الاقتصاد العالمي وأمن صادراته وإمداداته النفطية.
في الوقت نفسه، تعهد مجلس الوزراء السعودي باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مقدرات المملكة ومكتسباتها الوطنية؛ بما يحفظ أمن الطاقة واستقرار إمداداتها، ووقف تلك الاعتداءات.
ووصف محاولات مليشيا الحوثي الإرهابية استهداف الأراضي السعودية بأنها استمرار للوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري للمليشيات لتحقيق أجندتها التخريبية لنشر الفوضى وتقويض الأمن الإقليمي والدولي.
يرسم هذا التعاطي السعودي مع مثل هذه الاعتداءات الحوثية إطارًا يوضّح كيفية تعامل المملكة ومواجهتها لهذا الإرهاب الغاشم الذي لا يُطاق بأي حالٍ من الأحوال.
المملكة تلعب على وترين رئيسيين في هذا الإطار، فهي من جانب تحشد دبلوماسيًّا ضد تصاعد الإرهاب الحوثي الخبيث الذي تتعرّض له، كما أنّها تعلن تعهدًا باتخاذ ما يلزم من إجراءات وتحركات تضمن حفظ أمنها القومي.
جهود السعودية في هذا الإطار لا يمكن أن يُنظر إليها بأنّها تتصدى لإرهاب حوثي من جانب واحد، لكن الأمر يشكل بعدًا آخر يتمثّل في صد أجندة إيرانية خبيثة تقوم على استخدام الحوثيين لضرب الاستقرار في السعودية أو في المنطقة برمتها.
وبات من الواضح أنّ تفاقم حدة الإرهاب الحوثي ضد السعودية في الفترة الأخير هو تنفيذ صريح ومباشر للأجندة الإيرانية التي تستخدم المليشيات في حربٍ بالوكالة.
إقدام إيران على هذه اللعبة الخبيثة أمرٌ يراه مراقبون أنّه محاولة لإرهاق السعودية على وجه التحديد في حرب طويلة وشاقة، في محاولة لاستنزاف قدراتها على مختلف الأصعدة سواء عسكريًّا أو اقتصاديًّا أو أمنيًّا أو سياسيًّا.
وفيما تمثّل هذه المؤامرة ضربة ناسفة لجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة برمتها، فإنّ الوسيلة الناجعة نحو كبح جماح هذه المؤامرة أمرٌ يتوقّف على ضرورة أن يولي المجتمع الدولي اهتمامًا واسع النطاق فيما يخص العمل على كسر المؤامرة الإيرانية والحيلولة دون وصول التسليح الذي تقدّمه طهران للحوثيين كوسيلة أولى نحو السيطرة على الأوضاع على الأرض.
في الوقت نفسه، فإنّ المرحلة المقبلة ربما تستلزم من التحالف العربي أن يكثّف من ضرباته النوعية على المليشيات الحوثية، بما يمثّل قصقصة لأجنحة هذا الفصيل الإرهابي.