إقرار المسؤولية الحوثية.. كيف تتعامل واشنطن مع الحرب ومجرياتها؟
إقرار شديد الأهمية صدر عن الإدارة الأمريكية يتعلق بتحميل المليشيات الحوثية مسؤولية غياب أطر الحل السياسي، في وقت يُنتظر فيه أن تتحول هذه الدبلوماسية إلى إجراءات عملية على الأرض.
الحديث عما صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية خلال الساعات القليلة الماضية، حيث قالت إنّ الحل السياسي في اليمن صعب مع استمرار إطلاق مليشيا الحوثي الإرهابية للصواريخ باتجاه المملكة العربية السعودية.
وأكدت الخارجية الأمريكية في بيان لها، أن الحوثيين يضعون العراقيل أمام وصول المساعدات للسكان، لافتة إلى أنّ المساعدات التي تقدمها السعودية مهمة؛ كونها تخفف من معاناة السكان.
إعلان واشنطن بتحميل الحوثيين مسؤولية تردي الأوضاع على هذا النحو لا سيّما فيما يخص تغييب أطر الحل السياسي أمرٌ يحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بضرورة وضع الأمور في نصابها الصحيح.
لكن في الوقت نفسه، فإنّ هذا الإعلان يستوجب أن يكون متبوعًا بإجراءات أخرى تصدر عن المجتمع الدولي والقوى المؤثرة حول العالم حول ضرورة لجم الإرهاب الحوثي المتصاعد الذي يحمل أبعادًا شديدة الخطورة على الأوضاع الإقليمية برمتها.
وهناك قناعة راسخة لدى الكثيرين بأنّ إتباع المجتمع الدولي سياسة رخوة مع الحوثيين أمرٌ يتيح للمليشيات فرصة التمادي في جهود إفشال السلام وبالتالي إطالة أمد الحرب وهو ما يمثّل ضربة قاسمة للأوضاع الإنسانية في اليمن.
وعند الحديث عن الواقع الأمريكي على وجه التحديد، فإنّ هناك حاجة ملحة لأنْ تمارس إدارة الرئيس جو بايدن دورًا أكثر قوة وحيوية فيما يتعلق بضرورة الضغط على الحوثيين واتخاذ من الإجراءات ما يُلزِم المليشيات على الانخراط في مسار لتحقيق السلام.
البيانات الدبلوماسية الصادرة عن الجانب الأمريكي والتي تحمل إدانة للحوثيين تأتي في وقتٍ كانت قد وُجّهت اتهامات لواشنطن بأنّها تتعامل وفق سياسة رخوة فيما يتعلق بكبح جماح إرهاب المليشيات.
وكانت إدارة جو بايدن قد تراجعت عن تصنيف الحوثيين تنظيمًا إرهابيًّا، في خطوة فُسِّرت بأنّها تُفسِح المجال أمام المليشيات للتمادي في جرائمها واعتداءاتها التي تشكّل تهديدًا لأمن المنطقة بشكل كامل.
تفسير هذا الأمر - وفق محللين - هو أنّ -واشنطن تحاول على ما يبدو مسك العصا من المنتصف، وهي سياسة لا يبدو أنّها قد تحقّق أي جدوى وذلك بالنظر إلى أنّ الواقع الحالي يشير إلى كبح جماح إرهاب المليشيات يستلزم محاصرة هذا الفصيل الإرهابي بكافة الإجراءات الممكنة عملًا على وقف السياسات العبثية التي تمارسها المليشيات.