ألغام الحوثي التي تحصد الأرواح.. جرائم مسكوت عنها
تواصل الألغام التي يتوسّع الحوثيون في زراعتها في كل حدبٍ وصوب، حصد أرواح السكان الذين بات لا حول لهم ولا قوة في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم الذي زرعت المليشيات بذوره.
الساعات الماضية كانت شاهدة على جريمة مفجعة، راحت ضحيتها طفلة بريئة ارتقت من جرّاء انفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي الإرهابية في جبل الرونة في الكدحة بمديرية المعافر غرب محافظة تعز.
مصادر محلية كشفت عن انفجار لغم في الطفلة بشيرة أحمد غيلان سالم (15 عامًا) خلال رعيها الأغنام، وهذا اللغم من مخلفات الحوثيين، وقد توفيت الطفلة فور نقلها إلى مستشفى المخا، حيث باءت محاولات إسعافها بالفشل.
الطفلة بشيرة تُضاف إلى قائمة طويلة من الضحايا الذين راحوا ضحية توسّع الحوثيين في زرع الألغام حتى باتت دبّة القدم هي الطريق إلى الموت الفظيع في المناطق التي شهدت توسّعًا حوثيًّا في زراعة الألغام.
وتقول معلومات صادرة عن جهات نزع الألغام أنّ المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران زرعت عشرات الآلاف من الألغام قبل انسحابها من أي منطقة لا سيّما إذا تكبّدت خسائر ميدانية، علمًا بأنّ زراعة الألغام يتم بشكل عشوائي وهو ما يضاعف من المخاطر المحدقة التي تحاصر المدنيين.
وتوثّق هذه المعلومات أنّ الألغام الحوثية تتنوّع بين الأرضي والفردي والمموهة والعبوات الناسفة المتفجرة عن بعد، كما أنّ بعضها خارجي والآخر محلي الصنع مختلفة الحجم والشكل.
الجرائم الحوثية المتمثلة في زراعة الألغام لا شك أنّها تندرج في إطار جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها المليشيات، والمخيف أنّه لم تتم محاسبة المليشيات على هذه الاعتداءات الغادرة.
وفيما تتفاقم كلفة هذا الإرهاب الحوثي، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة أن يمارس دورًا يصفه مراقبون بأنّه يجب أن يكون حازمًا وحاسمًا في إطار مجابهة هذا الإرهاب الذي تخطّى كل الخطوط الحمر.
في الوقت نفسه، فإنّ غض الطرف عن محاسبة الحوثيين على هذه الجرائم قد يكون دافعًا نحو مواصلة المليشيات وتماديها في ارتكاب هذه الاعتدءات التي تفتك بقطاعات عريضة من السكان.