القبضة الحوثية على قطاع الأدوية.. إرهابٌ يصنع المزيد من الأعباء
على الرغم من أنّ الحرب العبثية التي أشعلها الحوثيون في صيف 2014، خلّفت أزمة صحية باتت تُصنّف بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، إلا أنّ المليشيات تصر على توجيه المزيد من الضربات التي تنهش في أجساد "الضعفاء".
ففي اعتداء جديد مارسه الحوثيون على القطاع الصحي، تعمل المليشيات الحوثية على احتكار قطاع الأدوية، حيث ضمّت هذا القطاع إلى قوائم السلع التي يحتكر قادتها تجارتها، بعد أن احتكرت تجارة الوقود؛ بما فيه غاز الطهي، وضاعفت أسعارها.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإنّ المليشيات الحوثية احتكرت تقديم خدمات العمل الإغاثي للمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها، وحصرت التعيينات في المناصب العامة بالمنتمين للسلالة التي يتحدر منها قادتها.
وأوقفت المليشيات الحوثية الإرهابية تجديد تراخيص شركات ووكالات استيراد الأدوية العاملة في القطاع منذ عقود، ومنحها تراخيص تأسيس شركات جديدة يملكها قيادات حوثية.
القبضة الحوثية على قطاع الدواء أمرٌ يحمل مخاطر بالغة بالنظر إلى أنّ المليشيات من الممكن أن تمارس استهدافًا واسع النطاق لهذا القطاع، لا سيّما فيما يتعلق بإنقاص متعمّد للأدوية من الأسواق.
استهداف آخر قد يمارسه الحوثيون يعود إلى إمكانية رفع الأسعار بشكل كبير بما يعيق السكان عن قدرة شراء هذه الأدوية وبالتالي سيكون الأمر ضربة مرعبة للأوضاع الصحية.
يُشير كل ذلك إلى أنّ المرحلة المقبلة ربما تحمل مخاطر محدقة تنتظر السكان على صعيد الأوضاع الصحية، التي هي في الأساس بلغت حدًا مزريًّا ومترديًّا بشكل كبير.
بشكل عام، أحدثت الحرب الحوثية العبثية أزمة صحية مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، وذلك بعدما غرس الحوثيون بذور بيئة صحية شديدة التردي.
وعلى مدار الفترات الماضية، مارست المليشيات الحوثية إهمالًا واسع النطاق في تقديم الخدمات العلاجية بما أفسح المجال أمام انتشار ملحوظ في الأمراض والأوبئة، في ظل منظومة صحية أقل ما تُوصف به - وفق خبراء - بأنّها متهالكة.