مسيرات الحوثي في سماء الحديدة.. أي رسائل تبعث بها المليشيات؟
"من أمن العقاب توسّع في الانتهاك".. قولٌ يليق كثيرًا بالسياسات الخبيثة التي تتبعها المليشيات الحوثية، التي تتوسّع في الخروقات العسكرية بما يُفسِح المجال أمام إطالة أمد الحرب بشكل كبير.
ففي خطوة برهنت على أنّه يتم التجهيز لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري على الأرض، حلقت اليوم الجمعة 12 طائرة بدون طيار لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران، بسماء محافظة الحديدة.
ورصدت القوات المشتركة المُسيرات فوق مركز مديرية التحيتا ومنطقتي الفازة والجبلية، ومديريتي الدريهمي وحيس.
الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون يمكن القول إنّها تعني أنّ المليشيات تُجهز لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري بما يؤشر إلى إفساح المجال أمام إطالة أمد الحرب بشكل كبير في الفترة المقبلة.
إقدام الحوثيين على ممارسة هذا التصعيد العسكري أمرٌ لا يثير أي استغراب وذلك بالنظر إلى أنّ المليشيات ارتكبت طوال الفترة الماضية الكثير من الخروقات التي أفشلت الكثير من المحاولات التي رمت إلى التوصّل إلى حلحلة سياسية.
ولعل الخروقات التي ارتكبتها المليشيات لبنود اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر 2018، الدليل الأكثر وضوحًا على أنّ المليشيات لن تنخرط في مسار نحو تحقيق السلام، وقد ارتكبت المليشيات أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك.
إقدام المليشيات الحوثية على ارتكاب الخروقات على هذا النحو أمرٌ يعبّر عن مساعي هذا الفصيل عملًا على إطالة أمد الحرب، باعتبار أنّ بقاء هذا الفصيل في الأساس مرتبط بالعمل على زرع تعقيدات في طريق الحل السياسي.
استنادًا إلى ذلك، وفيما تُخلّف الحرب الراهنة أزمات إنسانية مرعبة مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، فإنّ المجتمع الدولي مطالب بالعمل على اتخاذ إجراءات حاسمة في سبيل مواجهة الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب.