حرب الإخوان الرخيصة على الجنوب

السبت 3 إبريل 2021 18:01:00
حرب الإخوان "الرخيصة" على الجنوب

رأي المشهد العربي

على مدار الفترات الماضية، تفاقمت كثيرًا الأزمات المعيشية التي حاصرت الجنوبيين ضمن حرب غاشمة لم يُشهَر فيها صوت السلاح بقدر ما اشتعلت فيها الأعباء الحياتية.

نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا والذي يحتل الجنوب إداريًّا يعمل ليل نهار على تعقيد الأوضاع المعيشية في الجنوب، ويتمادى في صناعة الأزمات الحياتية التي لا يمكن الاستغناء عنها لا سيّما في قطاعات المياه والكهرباء بالإضافة إلى تردي الخدمات الطبية فضلًا عن أزمة وقف صرف الرواتب.

إقدام الشرعية على صناعة هذه الأعباء والأزمات أمرٌ مرتبط بأنّ هذا المعسكر يحاول بشتى السبل إغراق الجنوب بين براثن "حرب التجويع"، لكي تكون الأزمات الإنسانية هي العنوان الأبرز للوضع المعيشي في الجنوب.

ترمي هذه السياسات الإخوانية الخبيثة إلى إحلال حالة من الفوضى المعيشية والخدمية بشكل كبير في كافة أرجاء الجنوب، وبالتالي إرهاق الجنوبيين في رحلة البحث عن قوت يومهم.

كما أنّ نظام الشرعية يحاول أن تكون حياة الجنوبيين منشغلة فقط بتحسين الأوضاع المعيشية، وأن تكون هذه الأهداف هي غايتهم النهائية، وذلك في محاولة لإجبار الشعب على التخلي عن قضيته العادلة المتمثلة في المطالبة باستعادة الدولة وفك الارتباط.

يُستدل على ذلك بأنّ المليشيات الإخوانية تحاول إشغال المجلس الانتقالي، وهو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي وقضيته العادلة، بالعمل على مواجهة هذه الأزمات والأعباء، وبالتالي محاولة عرقلة القيادة عن تحقيق المزيد من المكاسب السياسية شديدة الأهمية.

صحيحٌ أنّ تحسين الأوضاع المعيشية أمرٌ شديد الأهمية يطالب به الجنوبيون على وجه السرعة، وأنّ هذا الأمر يمثّل حقًا لا تفاوض عليه بأي حالٍ من الأحوال، لكن غاية الجنوبيين تظل هي تحقيق حلمهم الأكبر المتمثل في استعادة الدولة.

وفيما يراهن نظام الشرعية على بث اليأس في قلوب الجنوبيين، لكن الواقع يقول غير ذلك لا سيّما أنّ هناك يقينًا ترسّخ لدى الجنوبيين مفاده أنّه مهما تضخّمت الأعباء التي تحاصر المواطنين من كل حدب وصوب فهذا معناه أنّهم يسيرون في الطريق الصحيح.

يُستدَل على ذلك بأنّه من الملاحظ أنّه كلما حقّق الجنوب عبر قيادته مزيدًا من المكاسب فإنّ الاستهداف الإخواني تزداد حدته وفداحته، وهو أمرٌ يحمل نتائج عكسية بالنظر إلى أنّ هذه المعاناة تزيد تماسك الجنوبيين وتُعلِي من الهمة دفعًا نحو تحقيق حلمهم الأكبر، تلاحمًا والتحامًا وراء المجلس الانتقالي.