ضحايا الأخطاء الطبية.. أجسادٌ حرّم عليها الحوثيون الحياة
لا يمر يوم من دون أن يتم الكشف عن سقوط ضحايا جدد للإهمال الطبي الذي يتعرّض له السكان القاطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية.
ففي هذا الإطار، تسبَّب خطأ طبي في أحد مستشفيات محافظة إب، بوفاة أحد المرضى، في واقعة تؤكد استمرار ظاهرة الأخطاء الطبية بالمحافظة، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وعلم "المشهد العربي" من مصادر مطلعة أنّ المريض محمد عبد الله قاسم لطف الحاتمي، فارق الحياة جراء خطأ طبي قاتل؛ تسبب به مستشفى الحمد في مدينة إب.
ووفق المصادر، فإنّ المريض حضر من مديرية العدين للخضوع لعملية جراحية بالمنظار، لكنه دخل في غيبوبة عقب تخديره ومن ثم أعلن عن وفاته.
وحملت المصادر أسرة الضحية، مكتب الصحة بالمحافظة ومستشفى الحمد، مسؤولية ما حدث، حيث طالبت بتوقيف مدير مستشفى الحمد، والطبيب المُختص بالعملية الجراحية، وطبيب التخدير.
ودعت الأسرة، المنظمات الحقوقية والصحفيين إلى زيارة مشرحة الحمد والتعرف على الجريمة، مؤكدين أن جثمان الضحية ستبقى داخل المستشفى حتى يتم تسليم الجناة.
تُضاف هذه الواقعة إلى سلسلة طويلة من الجرائم الشبيهة التي راح ضحيتها عدد كبير من السكان، بعدما قتلتهم الأخطاء الطبية على نحوٍ يكشف حجم الإهمال الذي تمارسه المليشيات الحوثية على الصعيد الطبي.
فهذا الأسبوع أيضًا، توفي شاب من جرّاء واقعة إهمال طبي جديدة في محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وعلم "المشهد العربي" مصادر عاملة في القطاع الصحي بوفاة الشاب نجم الدين حميد المليكي في مديرية العدين، جراء تلقيه حقنة على يد صيدلاني بدون وصفة طبية.
وأرجعت المصادر ملابسات الواقعة إلى اختراق مسمار لقدم الشاب، قبل توجهه إلى الصيدلية لطلب إسعافه بحقنة مضادة للسموم، وأوضحت أنّ الشاب تعرض لمضاعفات خطيرة، فارق على إثرها الحياة، مؤكدة فشل محاولات إسعافه في المستشفى.
الواقعة الأشهر للإهمال الطبي تعود لما حدث مع الطفل محمد إدريس الذي يعيش أيامًا حالكة الصعوبة بعدما تعرّض لإهمال طبي تمثّل في بتر عضوه الذكري على يد فني تخدير زعم أنّه طبيب في محافظة إب.
تفاقم الأخطاء الطبية في مناطق سيطرة الحوثيين تعود إلى حالة الإهمال واسعة النطاق التي اتبعتها المليشيات المدعومة من إيران للأوضاع الصحية، وهو ما كبّد السكان كلفة بشعة لا تُطاق على الإطلاق.
المرعب أنّ الأمر لا يقتصر على إهمال وتردٍ في الخدمات الصحية لكنّ المليشيات الحوثية تحمي هؤلاء الجناة الذين تنهش أخطاؤهم في عظام السكان، على نحوٍ يبرهن على حجم الاستهداف الحوثي للأوضاع الإنسانية بشكل كبير.