الإعاقة الحوثية لمسار السلام.. كيف تجهِض المليشيات آمال الحل السياسي؟
اتهامات عديدة توجّه للمليشيات الحوثية الإرهابية بشأن إعاقتها لمسار السلام، وهو ما يضاعف من الأعباء الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.
ولعل التعاطي الحوثي مع مبادرة وقف الحرب التي أطلقتها المملكة العربية السعودية مؤخرًا يمثّل الدليل الأكثر وضوحًا على خبث نوايا المليشيات، ومساعيها نحو إطالة أمد الحرب، تنفيذًا لأجندة إيرانية تقوم على هذا الغرض الخبيث.
ففي هذا الإطار، رأت صحيفة "البيان" الإماراتية أنّ تحقيق السلام باليمن يرتبط بوقف مليشيا الحوثي الإرهابية التصعيد في وجه أي خطوة تعمل على وضع حد لمعاناة ملايين السكان.
الصحيفة قالت إنّ الرسائل الإقليمية والدولية الداعمة لمبادرة السعودية بشأن وقف الحرب في اليمن، قابلتها مليشيا الحوثي بتصعيد غير مسبوق، مبينةً أنها ظلت تراوغ في تحديد موقف من المُقترحات المُتعلقة بالسلام.
وأضافت أنّ قادة المليشيات الحوثية واصلوا المراوغة في إعلان موقف واضح من المبادرة السعودية والمقترحات الداعمة لها، كما أرسل زعيمهم تعزيزات جديدة وكبيرة إلى الجبهات.
ووفق الصحيفة، فإنّ المليشيات الحوثية تعتبر أي مسعى لوقف الحرب مجرد تكتيك لاستمرار حروبها بأشكال مختلفة، وتُراهن على خبرتها في التلاعب باتفاقات السلام لخداع العالم.
تُضاف هذه الاتهامات إلى قائمة طويلة مما وجّه للمليشيات الحوثية بأنّها السبب في إجهاض الكثير من المحاولات التي رمت إلى تحقيق حلحلة سياسية على الأرض، بما يساهم في إتاحة الفرصة أمام إخماد النيران الملتهبة التي تصنع كمًا ضخمًا من الأعباء على السكان.
إفشال الحوثيين لجهود الحل السياسي أمرٌ مرتبط بأنّ المليشيات تعمل بشكل متواصل على إطالة أمد الحرب، باعتبار أنّ بقاءها في الأساس يظل مرتبطًا باسمرار الحرب وإطالة أمدها بشكل كبير، وذلك في ظل القناعة الحوثية بأنّ كسب نقاط سياسية أمرٌ يتعلق بالتمدّد بشكل أكبر.
ما يفاقم من هذه السياسة العبثية الحوثية هو أنّ المليشيات لا تملك حاضنة على الأرض، وبالتالي لا يمكنها تحقيق غاياتها السياسية الخبيثة إلا من خلال الانتشار بشكل أكبر على الأرض عبر إحراز تقدمات عسكرية، تُجهِض أي مساعٍ نحو إحداث حلحلة سياسية طال انتظارها.