غريفيث يبرئ نفسه من فشل مفاوضات الحل الشامل

الاثنين 12 إبريل 2021 21:19:00
غريفيث يبرئ نفسه من فشل مفاوضات الحل الشامل

خرج المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، عن صمته ليطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ مفاوضات الحل الشامل من دون أن يوضح الطرف المعرقل لهذه المفاوضات وفي محاولة لتبرئة نفسه من فشلها، إذ أنه في تلك الحالة سيكون قد طلب يد العون من المجتمع الدولي والذي تقاعس عن مساعدته حال لم تحرز خطته تقدما يذكر.

قد يكون المبعوث الأممي في موقف ضعف لأن المليشيات الحوثية ومن ورائها إيران هما من يعرقلان المفاوضات، لكنه حتى مع فشل المباحثات لم يحمل هذين الطرفين مسؤولية الفشل واكتفي بتأكيده على أن المباحثات تمر بفترة حرجة، وهو ما يمنح العناصر المدعومة من إيران فرصة جديدة للمناورة، ومن ثم فإن غريفيث يصبح أحد الأسباب الأساسية لفشل جهود الحل السياسي والتي تحظى بدعم سعودي غير محدود.

وكذلك فإن غريفيث لم يسير في الطريق السليم الذي يضمن نجاح المباحثات، بعد أن استسلم لرؤى الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية بشأن عدم تمثيل الانتقالي في المباحثات، ولم تتخذ حتى الآن قرارها النهائي بشأن طريقة المباحثات النهائية والأطراف المشاركة فيها، وهو ما سمح بعرقلتها، وأن غريفيث نفسه يدرك أن أي مباحثات لا يشارك فيها الجنوب لن تعرف طريقها نحو النجاح.

تشكل استغاثة غريفيث بالمجتمع طوق نجاة لشخصه وليس للمباحثات لأن فشلها مجددا قد يطيح به من منصبه بعد أن تسببت طريقة إدارته للمفاوضات في جمود الحل السياسي منذ التوقيع على اتفاق ستوكهولم الذي لم يطبق على أرض الواقع من الأساس، وبالتالي فإن الأطراف جميعها ليس لديها ثقة في قدرته على إحداث تقدم ملموس هذه المرة، تحديدا وأن الرغبة الدولية لحل الأزمة اليمنية مازالت غائبة.

دعا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم الاثنين، إلى دعم المجتمع الدولي الكامل في هذه اللحظة الحرجة من عملية المفاوضات، وطرح في لقائه مع مسؤولين من الدول دائمة العضوية، في مجلس الأمن، في ألمانيا إحاطته حول المفاوضات الجارية.

اتهمت صحيفة "الشرق الأوسط"، في تقرير لها اليوم الأحد، مليشيا الحوثي الإرهابية بالتمسك بموقفها المناور من المبادرة السعودية الأخيرة، بخصوص التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار والشروع في مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب.

وكشفت الصحيفة، عن سعي المليشيات الحوثية إلى تجزئة المبادرة بناء على تعليمات إيرانية، من خلال فصل الجوانب الإنسانية والاقتصادية بعيدًا عن الجوانب السياسية والعسكرية، وشددت على أن هذا الأمر أصاب المبعوثين الأمريكي تيموثي ليندركينغ، والأممي مارتن غريفيث بخيبة أمل حتى اللحظة الراهنة.

وأشارت إلى أنه منذ إعلان المبادرة السعودية وبدء التحركات الأمريكية والأممية في ضوئها، حرص الحوثيون على تصعيد هجماتهم العسكرية الجوية والبرية، في وقتٍ شكك فيه الجميع بجدية المليشيات نحو السلام والوصول إلى تسوية لإيقاف الحرب.