الأطفال في زمن الحرب الحوثية.. دماء يسيلها إرهاب المليشيات
فيما لم يسلم أحد من دفع كلفة الحرب الحوثية الغاشمة، فإنّ الأطفال من بين أكثر الفئات التي طالتها كلفة غادرة ومروعة من جرّاء هذا الإرهاب الغاشم.
ففي هذا الإطار، أصابت العناصر الحوثية الإرهابية، خلال الساعات الماضية، طفلًا بجروح في عدوان برصاص للمليشيات على منطقة الدنين شمال غرب مديرية حيس في محافظة الحديدة.
واستقبل مستشفى الخوخة، الطفل عبده أحمد صالح عبدالله مصابًا بطلق ناري في ساقه اليمنى.
يأتي هذا فيما تلقى الطفل المصاب، الإسعافات الأولية قبل إحالته إلى مستشفى أطباء بلا حدود في المخا.
"الطفل عبده" يُضاف إلى قائمة طويلة من الضحايا الذين راحوا كلفةً للجرائم والاعتداءات الغاشمة التي شنّتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
وتُسجل قائمة الضحايا أعدادًا كبيرة من الأطفال بين قتيل أو جريح، اصطادتهم طلقات الحوثي الغادرة التي لا تتوقّف منذ أن أشعلت المليشيات في صيف 2014.
الأطفال الذين نجوا من براثن هذا الاعتداء الدامي طالتهم كلفة أخرى، وذلك بالنظر إلى الأعباء المعيشية والأزمات الحياتية التي تحاصرهم من كل حدب وصوب.
هذه المعاناة توثّقها تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تقول إنّ هناك أكثر من 12 مليون طفل يمني بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، كما أن معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال وصلت إلى مستويات قياسية.
وتؤكّد الأمم المتحدة أيضًا أن هناك زيادة ضخمة لمخاطر تعرض الأطفال للوفاة مع ارتفاع سوء التغذية الحاد، على نحوٍ يؤثّر سلبا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل.
كلفة أخرى تكبّدها الأطفال من جرّاء الجرائم الحوثية، تتمثّل في تمادي المليشيات في ارتكاب جرائم التجنيد القسري، حيث يتم الزج بالصغار إلى جبهات الموت، وذلك بعد ملء عقولهم بالسموم الحوثية.
وهناك آلاف الأطفال الذين تم تجنيدهم في صفوف المليشيات الحوثية، لدرجة أنّه لا يكاد يخلو أي معسكر أو تجمع أو حشد عسكري للحوثيين من أطفال، حيث يجري استغلالهم بشكل كبير عبر الزج بهم في جبهات ومحارق الموت.
كل هذه الأعباء هي جزءٌ من كلفة غاشمة خلّفتها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، دفع الأطفال ثمنًا باهظًا من جرّائها، بما يوضح حجم الأهوال التي خلّفتها الحرب.