الخروقات الحوثية للهدنة الأممية.. التغاضي الفظيع الذي ينذر بالحريق الكبير
"من أمن العقاب توسّع في الانتهاك".. مقولةٌ تناسب كثيرًا ما تمارسه المليشيات الإخوانية الإرهابية من أعمال عدائية تمثّل خرقًا متواصلًا لبنود الهدنة الأممية في الحديدة، التي عُوِّل عليها لتكون خطوة أولى في مسار السلام.
الساعات القليلة الماضية كانت شاهدةً على المزيد من الخروقات الحوثية، حيث ارتكبت المليشيات 147 خرقًا للهدنة الأممية في مختلف أنحاء محافظة الحديدة.
وتنوعت الانتهاكات بين عمليات عدائية ضد المدنيين، وجرائم قصف واستهداف منازل ومزارع، بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، وإطلاق طائرات بدون طيار.
ووقعت الخروقات، بحسب مصادر ميدانية، في مناطق الفازة والجبلية ومركز مدينة التحيتا، وحيس والدريهمي وكيلو 16.
تندرج هذه الخروقات الحوثية في إطار أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك ارتكبتها المليشيات الحوثية ضد بنود اتفاق السويد، عملًا على إفشال هذا المسار الذي يبدو أنّه ضلَّ الطريق فيما يخص العمل على إحلال السلام وتحقيق الاستقرار.
استمرار الخروقات الحوثية على مدار قرابة عامين ونصف أمرٌ كفيل بأنْ يبعث برسالة شديدة الوضوح للمليشيات مفادها أنّ المجتمع الدولي سيظل يتبع صمتًا محدقًا على كل هذا الذي ترتكبه المليشيات وتحدثه من تعقيدات متواصلة لمسار تحقيق السلام.
وفيما لم يعد هناك سبيل لإلزام الحوثيين باحترام مسار اتفاق السويد وأنّ كل الدعوات التي توجَّه للمليشيات لن تساوي قيمة الحبر الذي تُكتَب به، فإنه لا يجب إضاعة المزيد من الوقت أكثر من ذلك وباتت الحاجة ماسة لأن يمارس المجتمع الدولي ضغوطًا حاسمة وصارمة على المليشيات الحوثية الإرهابية بما يجبرها على وقف هذا العبث بمسار السلام.
حتمية لعب هذا الدور تعود إلى أنّ الخروقات الحوثية المتواصلة للهدنة الأممية تؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وهو أمرٌ يُحدِث الكثير من التعقيدات للأوضاع المعيشية ويفاقم من الأزمة التي هي مصنفة حاليًّا بأنّها أشد الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التغاضي عن مكافحة هذا الإرهاب الحوثي أمرٌ يعني استمرار التهديدات على أمن المنطقة برمتها، باعتبار أنّ المليشيات تخوض في الأساس حربًا بالوكالة عن إيران، ترمي إلى ضرب الاستقرار في المنطقة بشكل كامل.