دعوة البرلمان العربي.. هل تحيي آمال إنجاح المبادرة السعودية في اليمن؟
بعد فترة من الجمود، عاد الزخم السياسي للمبادرة التي كانت قد أطلقتها المملكة العربية السعودية في شهر مارس الماضي، والتي ترمي إلى إحداث حلحلة سياسية تُخمد لهيب الحرب الملتهبة.
الحديث عن دعوة أصدرها البرلمان العربي اليوم السبت، للمجتمع الدولي بأن يتبنى مبادرة المملكة العربية السعودية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن.
رئيس البرلمان العربي عادل العسومي قال إنّ المجتمع الدولي مُطالب بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.
كما ثمن الجهود المُخلصة والمُقدرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية من أجل التوصل لحل سياسي في اليمن ينهي الصراع، ويحقن الدماء ويضمن تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.
المبادرة السعودية التي أعلنت في مارس الماضي، تضمّنت الدعوة لوقف إطلاق النار بشكل شامل بمراقبة الأمم المتحدة، والتوصل إلى حل سياسي، وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات، والدفع نحو مناقشة الحل السياسي.
منذ إطلاق المبادرة في 23 مارس حتى الآن، لم تفح على السطح أي بوادر تجاه إنجاحها أو مساهمتها في إحداث الحلحلة السياسية المطلوبة، لكن ما جرى على مدار الفترات الماضية من قِبل الحوثيين فضح مدى خبث نوايا المليشيات ومساعيها الرامية إلى إطالة أمد الحرب.
ما يبرهن على ذلك أنّ المليشيات الحوثية أطلقت أكثر من 37 طائرة مفخخة وصاروخ باليستي باتجاه المدن والمنشآت المدنية السعودية منذ إعلان المملكة مبادرتها لإنهاء الحرب في 23 مارس الماضي.
يشير هذا كله إلى مدى الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب، وأنّ المليشيات لا تريد إفساح المجال تجاه إحداث حلحلة سياسية تُخمد لهيب الحرب، وهذا معناه استمرار التعقيدات الراهنة التي تُخلّفها الحرب.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ المجتمع الدولي مطالب بأن يمارس دوره المنوط به فيما يخص ضرورة ممارسة ضغوط شديدة على الحوثيين من أجل إجبارهم على الانخراط في مسارٍ يرمي إلى تحقيق السلام والاستقرار.
في الوقت نفسه، فإنّ مراهنة المجتمع الدولي على أن ينخرط الحوثيون من تلقاء أنفسهم أمرٌ يعني إضاعة المزيد من الوقت، ولا أدل على ذلك مما حدث في تجربة اتفاق السويد وهو المسار الذي نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي لكنّ المليشيات أفشلت وأجهضت كل هذه الآمال.