معركة الساحل الغربي .. وتغيير موازين القوى

الجمعة 20 إبريل 2018 16:36:20
معركة الساحل الغربي .. وتغيير موازين القوى
فاطمة امين

مُنذُ إنطلاق معركة الساحل الغربي في بداية شهر يناير من العام المُنصرم كانت أرض المعركة محط أنظار العالم حول من سيكسب المعركة هناك .. فسيكون المتحكم بأهم الممرات البحرية العالمية المتمثلة بمضيق باب المندب ..

فكان الجيش الوطني وقوات المقاومة وبدعم من التحالف العربي يخوضون معركة مصيرية ستغير ملامح خريطة المنطقة بأسرها ..

إن كسبوا المعركة فقد تمكنوا من قطع أذرع إيران التي باتت تهدد الملاحة الدولية ، وإن خسروها فستكون الخسارة مكلفة للعالم أجمع وستتمكن إيران من فرض شروطها عبر الحوثيين ومن منطق القوة في أي مفاوضات سياسية يمنية قادمة .

إستطاعت قوات المقاومة والجيش الوطني وبدعم من التحالف العربي توجيه ضربات موجعة ومركّزة وذلك بتحرير وتطهير مدينة المخا الساحلية من قبضة المليشيات الحوثية .. وبهذا تمت السيطرة على أهم منافذ وموانئ التهريب التي تزود الحوثيين بالسلاح والعتاد والدعم اللوجستي في جبهة الساحل الغربي واليمن كافة ..

وعليه تم تجهيز قوات أمنية مُدربة لتأمين المدينة وشريطها الساحلي .. ولعبت الإمارات دوراً محورياً في هذا الإنتصار .. وكان لا بد من تتويج هذا النصر بمعالجة وتصحيح الأوضاع وإعادة تطبيع الحياة العامة للمواطنين في المدينة ..

عملت الإمارات عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على إعادة ترميم وتأهيل مستشفى المخاء العام وسكن الأطباء ورفدت المستشفى بفريق طبي ذات مهارات وكفاءات عالية وعملوا على تقديم الرعاية الصحية والعلاجية الكاملة والمجانية لكافة المواطنين .. كما عمل الهلال الأحمر الإماراتي على إعادة تأهيل وتشغيل كهرباء المدينة وإيصال التيار الكهربائي إلى كافة المنازل .. كما قام الهلال بتشغيل مشروع المياه وضخ المياه إلى المدينة ..

لم يغِب دور الهلال الأحمر الإماراتي عن قطاع التعليم فقد عمل على إعادة ترميم وتأهيل المدارس التعليمية في المدينة ودعم قطاع التعليم بالستلزمات التعليمية اللازمة .. كما كان الدور الأبرز للهلال في إعادة إعمار وترميم وبناء المنازل المتضررة جراء الحرب وتسليمها للمواطنين .. وفتحت الإمارات مخيمات إيواء للنازحين وقدمت دفعات من السلل الغذائية للمواطنين كافة .

ومع حلول عام 2018 إنتقلت معركة تحرير الساحل الغربي نحو مدينة الخوخة أولى مديريات محافظة الحديدة وتغيرت طبيعة أرض المعركة واشتركت المقاومة التهامية في عملية تحرير المدينة ، فتعزز دور التحالف العربي بشكل أكبر وأوسع من خلال الدعم والإسناد في العمليات الجوية والبحرية والبرية وتدريب قوات عسكرية وقتالية جديدة في ذات الوقت ، وتمكن الجيش الوطني والمقاومة من إذلال الحوثيين في الخوخة وبعدها في مديرية حيس وتحويلهم إلى قطاعات مشتتة يبحثون عن سُبُل للنجاة والنفاذ بجلودهم تحت وطأة نيران الجيش والمقاومة والتحالف العربي ..

مؤخراً زادت وتيرة العمليات العسكرية وزادت تعقيدات المعركة بشكل أكبر بسبب القصف الصاروخي والمدفعي العشوائي الذي تشنه مليشيات الحوثي على مساكن ومزارع المواطنين واستهداف الأبرياء وعدم التفريق بين كل من هو مدني وعسكري .. وجعلت تلك المليشيات من المواطنين في بعض المناطق دروعاً بشرية في محاولة منها لمنع تقدم الجيش والمقاومة والتحالف على الأرض ولكسب مزيداً من الوقت ..

وبناءً على ذلك إستوجبت هذه الأحداث على التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية إستدعاء قوات عسكرية جديدة ذات خبرة قتالية كبيرة ومجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات .. ومؤخراً تم إستدعاء قوات العميد طارق صالح التي عُرفت بخبرتها القتالية والعسكرية القديمة والتي خاضت معارك صعدة الستة ضد المليشيات الحوثية منذ الحرب الأولى في عام 2004 وحتى الحرب السادسة في العام 2006 وأثبتت قدرتها في كيفية التعامل مع تلك المليشيات .

يُعد العميد طارق صالح من أهم وأبرز القيادات العسكرية المُحنكة التي إستطاعت الخروج من صنعاء في الحرب الأخيرة مع الحوثيين بُعيد دعوة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الشعب اليمني للخروج والتظاهر لإسقاط المليشيات الحوثية التي تعبث باليمن وشعبه ومقدراته .. فقوات العميد طارق صالح يُعوِّل عليها الكثير من المهتمين والمراقبين بالشأن اليمني وبالحرب في اليمن .. بإحداث تغيير جذري لصالح قوات الشرعية اليمنية المسنودة بقوات التحالف العربي ، وذلك بتغيير موازين القوى بالمنطقة وفي سير المعركة في اليمن عموماً وفي جبهة الساحل الغربي خصوصاً نحو مدينة الحُديدة الساحلية والتي تُعد آخر منافذ دعم وتزويد الحوثيين بالسلاح والصواريخ والخبراء الإيرانيين واللبنانيين عن طريق ميناء الحُديدة .

إذ أن معركة الساحل الغربي ستُعلن إكتمال أهدافها عند سقوط هذه المدينة الإستراتيجية والتاريخية ، والتي تُعد المفتاح الرئيسي للعاصمة اليمنية المغتصبة صنعاء .

الجدير بالذكر أن قوات التحالف العربي إستطاعت أن تجمع في جبهة الساحل الغربي قوات يمنية عديدة .. فمن الجيش الوطني إلى المقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية ً ومؤخراً قوات العميد طارق صالح .. وهذا دليل واضح على توحد اليمنيين شمالاً وجنوباً على قلب رجل واحد ضد الأطماع الإيرانية في اليمن المتمثلة بالمليشيات الحوثية التي أدخلت اليمن في أسوأ كارثة إنسانية وصحية لم يعهدها العالم في العصر الراهن .

اليمن تنتصر ،، وإيران تنكسر