حماس في دور الوسيط بين الحوثي والإخوان
رأي المشهد العربي
يوما تلو الآخر يتكشف الدور المشبوه لحركة حماس في اليمن، إذ عمدت الحركة الإرهابية موخرا على نعي أحد ناشطيها الذي لقي حتفه في اليمن، وهو أمر يتكرر بين الحين والآخر تحديدا خلال العامين الماضيين، الأمر الذي يبرهن على أن التنظيم الذي تموله إيران -ويعد أحد أذرع جماعة الإخوان الإرهابية في الوقت ذاته- يلعب دور الوسيط بين عناصر الإصلاح ومليشيا الحوثي الإرهابية.
هناك جملة من الوقائع التي تبرهن على علاقة حماس بالحوثيين، أبرزها الخطاب الذي أرسله المدعو إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة العام الماضي إلى ما يُسمى بـ"المكتب السياسي" للمليشيات، وهو خطاب تعامل فيه مع المليشيات الإرهابية على أنها سلطة حاكمة في اليمن، بل أنه عبَر خلاله عن شكره للدور الذي يقوم به الحوثي في القضية الفلسطينية، بالرغم من أن العناصر المدعومة من إيران لم يسبق لها أن قدمت أي شيء يذكر لدعم القضية.
وفي المقابل فإن علاقة حماس بتنظيم الإخوان أزلية وهناك ارتباط عضوي وثيق بين الطرفين بل أنهما يحملان أيديولوجية سياسية واحدة تعبر عن تنظيمات الإسلام السياسي إلى جانب تنظيمي داعش والقاعدة وغيرها من الحركات المتطرفة، الأمر الذي يجعل حضور الحركة في اليمن بمثابة حبل سري يربط هذه التنظيمات الإرهابية بمليشيا الحوثي الإرهابية.
ليس مستغربا أن تقوم حماس بدور الوسيط بين الطرفين لأنها تخضع لأطراف إقليمية وثيقة الصلة ببعضها البعض والحديث هنا عن محور الشر الإيراني القطري التركي، وتعد حماس الطرف الأقرب للأطراف الثلاثة، وهو ما يجعلها مؤهلة لنقل رسائل المؤامرات التي تحاك في خارج اليمن إلى الداخل، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهود الدبلوماسية لفضح هذا الدور المشبوه دوليا بما يضيق الخناق على تلك المؤامرات.
تلعب حركة حماس دورا مشبوها تكمن أهميته في إخفاء الأدلة الموثوقة على علاقة الحوثي بالإصلاح، قبل أن تفضح القوات المسلحة الجنوبية الأمر بعد أن أعلنت عن ضبط عناصر من حزب الإصلاح يقاتلون إلى جانب المليشيات الحوثية في جبهة شمال الضالع قبل عامين تقريبا ، واستطاع الجنوب أن يضع هذه الأطراف في مأزق، ما كان دافعا لنفي الأطراف علاقتها ببعضها البعض، تحديدا من جانب حركة حماس التي ينفي متحدثوها مرارا وتكرارا أي علاقة لها بالمليشيات الحوثية الإيرانية.