استراتيجية حرق الجبهات.. ما سر الإصرار الحوثي على التصعيد العسكري؟
فيما يدفع المجتمع الدولي نحو محاولة إحداث زخم سياسي يُخمِد لهيب الحرب المستعرة في اليمن، فإنّ المليشيات سرعان ما تُجهِز على هذه الآمال عبر الآلة التصعيدية الحادة.
ففي الساعات الماضية، تكبّدت المليشيات الحوثية خسائر ضخمة على يد القوات المشتركة، وذلك في قطاعي كيلو 16 والدريهمي، بمحافظة الحديدة.
وفي التفاصيل، اندلعت مواجهات بين الحوثيين والقوات المشتركة، إثر خروقات جديدة للمليشيات المدعومة من إيران، عبر تحركات لاختراق الخطوط الأمامية.
وأكدت مصادر ميدانية أن القوات المشتركة، نجحت في توجيه ضربات مركزة لثكنات وأوكار المليشيات الإجرامية.
الخروقات الحوثية لم تعد تثير أي استغراب، فالمليشيات الإرهابية المدعومة من إيران دأبت على ارتكاب الكثير من الخروقات والانتهاكات التي ترمي من ورائها إلى العمل على إطالة أمد الحرب.
ففي إحصاء لا يتوقّف تصاعده ويزداد بشكل يومي، ارتكبت المليشيات الحوثية أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك لبنود اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر 2018، والذي نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي، إلا أنّ المليشيات أفشلته، على الأقل حتى الآن.
إصرار الحوثيين على التصعيد العسكري على هذا النحو أمرٌ يحمل أكثر من هدف، فمن جانب تدرك المليشيات أنّ بقاءها مرتبط بالبقاء على الأرض وحرق الجبهات بنيران الإرهاب الغاشم، وبالتالي تتمادى في جرائمها العدائية العسكرية.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات تخوض في الأساس حربًا بالوكالة عن إيران، وهي في سبيل ذلك حصلت على صنوفٍ ضخمة من الدعم ماليًّا وتسليحيًّا، وبالتالي فهي تعمل على إطالة أمد الحرب، انخراطًا منها في الأجندة الإيرانية التي تستهدف ضرب استقرار المنطقة بشكل كامل.