وهن الحوثيين في الجبهات.. ضعفٌ منحه الخذلان الإخواني فرصة البقاء

الجمعة 23 إبريل 2021 14:32:23
 وهن الحوثيين في الجبهات.. "ضعفٌ" منحه الخذلان الإخواني فرصة البقاء

فيما يصر الحوثيون على التصعيد العسكري، فإنّ مشاهد الهروب من الميدان تبرهن على مدى وهن هذا الفصيل الإرهابي، الذي كان من الممكن حسم المعركة أمامه سريعًا لولا الخيانات التي مارستها المليشيات الإخوانية "النافِذة" في جيش نظام الشرعية.

الحديث عن واقعة شهدتها جبهة الحديدة الملتهبة، أين وقعت مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات المشتركة ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران خلال الساعات الماضية.

وكشف مصدر عسكري مطلع أنّ المواجهات شهدت استخدام بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة بقطاع كيلو 16.

وأكّد المصدر في تصريحاته، هروب عناصر المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، جراء تكبدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

هذه الواقعة لا تعتبر الأولى من نوعها، لكنّها تُضاف إلى وقائع شبيهة، تضمّنت هروبًا حوثيًّا "مفضوحًا" من الجبهات التي تشعلها المليشيات من الأساس بنيران التصعيد العسكري.

هروب الحوثيين من الجبهات أمرٌ يحمل أكثر من دلالة من جانب، فهو يبرهن على مدى وهن وضعف هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران، والذي يظل على مدار الوقت يدعي أنّه يملك قوة عسكرية قادرة على حسم الحرب لصالحه.

ترويج الحوثيين لهذه القوة المزيفة يأتي في وقتٍ تمارس فيه المليشيات ترويجًا على أنّها تتوسّع بقوة على الأرض، وهذا الأمر يهدف إلى كسب نقاط استراتيجية تتيح للمليشيات فرصة الحضور بقوة على طاولة الحل السياسي، فضلًا عن محاولة إنقاذ الروح المعنوية لعناصرها المعرّضة للانهيار بشكل كبير بالنظر إلى حجم هذه الخسائر الضخمة.

واقعة هروب الحوثيين التي تبرهن على "ضعفهم" يمكن النظر إليها من منظور آخر، وهو كلفة الخيانة والتآمر الذي مارسته المليشيات الإخوانية التي تملك نفوذًا واسعًا داخل الشرعية، وهي المتحكمة في الآلة العسكرية لهذا النظام، وبالتالي تُسيِّر الأمور وفقًا لأجنداتها.

المليشيات الإخوانية لم تولِ أي اهتمام بالحرب على الحوثيين، بل إنّها تمادت على مدار الفترات الماضية في تسليم الجبهات للمليشيات المدعومة من إيران على نحوٍ مكّنها من سرعة التمدّد على الأرض وبالتالي إطالة أمد الحرب.

وبالتالي، فإنّ الوهن الحوثي تزامن معه "تآمر إخواني" فكانت النتيجة أن مشروع المليشيات الإرهابية لا يزال قائمًا على الأرض، وهو ما يمثّل خدمة - على ما يبدو - لأجندة حزب الإصلاح الذي يُنسّق مع الحوثيين سرًا وعلنًا.