التعاطي الدولي مع الإرهاب الحوثي - الإيراني.. ضغط ناعم لن يثمر شيئًا
فيما تتفاقم التهديدات الحوثية - الإيرانية لأمن المنطقة برمتها، فإنّ تعاطي القوى الدولية لا سيّما الولايات المتحدة الأمريكية لا يزال رخوًا بشكل كبير، بما يمنح المليشيات فرصةً للتمادي في جرائمها.
فعلى مدار الفترات الماضية، وفيما ارتكب الحوثيون جرائم بلغت حد تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة بشكل مباشر، لم يرتقِ تعامل واشنطن مع الأمر نحو "لجم" هذا الإرهاب المستعر، لكنّها لجأت إلى سياسة أقل ما توصف به بأنّها "ناعمة".
الدبلوماسية الأمريكية "الناعمة" تجلّت في عديد البيانات التي صدرت على مدار الفترات الماضية، وحملت عبارات إدانة وصولًا إلى كلمات تحذيرية للحوثيين، لكن الأمر لم يُترجم إلى إجراءات عملية، على الأقل حتى الآن.
تجلّت هذه القراءة فيما يخص التعاطي مع تهديد حوثي وإيراني باستهداف مضيق باب المندب وذلك بنشر كميات مهولة من الألغام البحرية، وهو ما قوبل بـ"تحذير أمريكي".
قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي حذر من قدرة إيران على تهديد مضيق باب المندب على هذا النحو.
وقال المسؤول العسكري الأمريكي في تصريحات إعلامية، إنَّ تطوير إيران لقدرات برنامجها الصاروخي أمر مثير للقلق.
القلق والتحذير الأمريكيان اللذان صدرا عن مسؤول عسكري رفيع على هذا النحو أمرٌ ليس بالجديد، فالمليشيات الحوثية التي أقدمت بالفعل على إجراءات هدّدت بالفعل أمن الإقليم برمته قوبل إرهابها بـ"صمت مدقع".
بالنظر إلى ذلك، فإنّ الدبلوماسية الناعمة التي يتم إتباعها في التعاطي مع الإرهاب الحوثي لا يمكن أن تُحقِّق أي جدوى، وذلك بالنظر إلى أنّ المعسكر الحوثي الإيراني لا يولي أي اهتمام للقانون الدولي، ويعمل فقط على تهديد أمن الإقليم بشكل كامل، اعتمادًا على استراتيجية نشر المليشيات المسلحة.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ لجم الإرهاب الحوثي الإيراني أمرٌ يستوجب أن يتم التصدي إليه عبر خطوات استباقية، حيث من الضروري معاقبة إيران على تسليحها للحوثيين والحيلولة دون وصول المزيد من الأسلحة التي توضع في قبضة المليشيات للتوسع في ممارسة الاعتداءات المروّعة.
في الوقت نفسه، فإنّ القوى الدولية الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة يجب أن تضغط نحو محاصرة المليشيات الحوثية ومعاقبتها بما يسلب منها القدرة على إطالة أمد الحرب والتوسّع في ممارسة كل هذه التهديدات التي تعصف باستقرار المنطقة بأكملها.