واقع الحرب الجديدة وذكرى العدوان القديم
رأي المشهد العربي
حلّت الذكرى الـ27 للعدوان الشمالي الغاشم الذي تعرّض له الجنوب في تسعينات القرن الماضي، وسط أجواء مشابهة.
حرب 1994 التي شهدت عدوانًا عسكريًّا وإثارة أزمات معيشية وتهديدات مروعة لهوية الجنوب وشعبه، ها هي تتكرر الآن ربما بسيناريوهات شبيهة كثيرًا.
المليشيات الإخوانية تشن حاليًّا حربًا غادرة على الجنوب، تقوم على اعتداءات مروعة مصحوبة بعناصر إرهابية من أعتى التنظيمات تطرفًا، واحتلال للمؤسسات ووقف لصرف المرتبات ومحاولات لضرب الهوية فضلًا عن فتاوى تحريضية ضد الجنوبيين، في تكرار لما جرى في صيف 1994.
وحتى لا يتكرر سيناريو السنوات الماضية، فإنّ مواجهة الحرب الراهنة تختلف كثيرًا عما سبق، وهذا راجع بشكل رئيسي إلى الجهود العظيمة التي تُسطِّرها القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب الإخواني الغاشم.
سياسيًّا أيضًا، فإنّ الجنوب يقف على أرضية صلبة للغاية بالنظر إلى عديد من المكاسب التي حقّقها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية، والتي وضعت الجنوب طرفًا فاعلًا ورئيسيًّا على طاولة الحل السياسي.
فضلًا عن ذلك، فإن الشعب الجنوبي بات واعيًّا بقوة للمؤامرات التي تُحاك ضد الوطن، وبالتالي لا يمكن التهاون مع أي إجراءات من شأنها أن تمثّل تهديدًا للجنوب وشعبه وقضيته العادلة.
هذه المقومات العظيمة التي يملكها الجنوب تُشكّل حائط صد في مواجهة الحرب الإخوانية الغاشمة التي يتعرّض لها الجنوب، والتي لا تختلف أبدًا عن عدوان 1994.