هجوم نقطة التفتيش.. كيف تفاقمت صراعات الأجنحة الحوثية؟
صراعات جديدة نخرت في عظام المليشيات الحوثية في إطار تسابق وتصارع قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي على نهب الأموال.
ففي حلقة جديدة من صور التسابق الحوثي على نهب الأموال، أقدمت المليشيات على اعتقال عددٍ من أبناء مديرية نهم القاطنين في مدينة صنعاء على خلفية هجوم على نقطة تفتيش تابعة للمليشيات في المديرية الواقعة شرقي المدينة.
"المشهد العربي" علم من مصادر مطلعة أنّ المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، اختطفت عددًا من أبناء مديرية نهم بينهم أقارب لقيادي حوثي يدعى "أبوهيال".
ومديرية نهم هي نقطة مرور رئيسية للمشتقات النفطية القادمة إلى صنعاء من محافظة الجوف.
وجاءت الاعتقالات بعد هجوم للمدعو أبوهيال على نقطة تفتيش للمليشيات احتجزت كميات كبيرة من المشتقات النفطية التابعة له، في طريقها للسوق السوداء بصنعاء.
وتحتكر قيادات حوثية تجارة المشتقات النفطية في صنعاء ترفض دخول أي عناصر جديدة إلى السوق الذي يدر أرباحًا طائلة لها، وأن القيادي أبوهيال حاول الدخول في هذا الميدان غير أنه اصطدم باحتجاز شحنته من المواد النفطية.
ولا يزال القيادي الحوثي أبو هيال يحتجز طقمًا عسكريًا بعد هجومه على نقطة التفتيش الحوثية في منطقة محلي بمديرية نهم.
تضاف هذه الواقعة بتفاصيلها العنيفة إلى سلسلة طويلة من صراعات الأجنحة التي تفاقمت حدتها على مدار الفترات الماضية بين قيادات وعناصر المليشيات الحوثية الإرهابية.
ويُجمع محللون على أنّ المليشيات الحوثية تعيش حالة من الاضطراب الحاد بالنظر إلى تفاقم صراعات الأجنحة التي تندلع فيما بينها، وذلك بسبب التسابق والتصارع والتناحر بين عناصر هذا الفصيل على نهب الأموال وكسب النفوذ.
وعلى مدار الفترات الماضية، حدث الكثير من وقائع الاشتباك المسلح بين العناصر الحوثية ما أدّى إلى مقتل الكثير من عناصر هذا الفصيل بما في ذلك قيادات مؤثرة، بما يحمل برهانًا واضحًا على أنّ هذا الفصيل يضم مجموعة من المرتزقة الذين لا يشغلهم سوى نهب الأموال وكسب النفوذ، حتى على حساب بعضهم البعض.
وحاول زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي العمل على احتواء هذه الخلافات والسيطرة عليها، إلا أنَّ تفاقم هذه الصراعات وبلوغها حد التصفية الجسدية يعني أن جهود عبد الملك باءت بالفشل.
الخلافات الحوثية لا تقف عند حد التصارع المسلح، ففي الفترة الماضية تمّ الكشف عن إقدام قيادات حوثية على تنفيذ محاولة انقلاب على القيادي المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، غير أنها فشلت في ترتيباتها النهائية.