مداهمات واقعة صلاة التراويح.. ما الذي يُخيف الحوثيين؟
لم تكتفِ المليشيات الحوثية بجريمتها الغادرة التي تضمّنت العمل على منع صلاة التراويح في أحد مساجد محافظة صنعاء، لكنّها مارست تنكيلًا غاشمًا ضد من فضح هذه الجريمة المؤسفة.
الحديث عن شن مليشيا الحوثي الإرهابية حملة اعتقالات في منطقة عمد بمديرية سنحان جنوبي مدينة صنعاء، على خلفية تصوير ونشر حادثة اقتحام مسجد المنطقة ومنع صلاة التراويح وهو الفيديو الذي انتشر بشكل واسع وأثار ضجة كبيرة.
"المشهد العربي" علم من مصدر قبلي أنَّ مليشيا الحوثي الإرهابية اعتقلت عددًا من المصلين أثناء اقتحام مسجد النور للبحث عن الشخص الذي وثق حادثة اقتحام المسجد ومنع صلاة التراويح.
وبدلًا من القبض عن العناصر التي اقتحمت المسجد ومنع المصلين من الصلاة، تعمل المليشيات الحوثية على ترهيب المواطنين للبحث عن الشخص مصور الحادثة.
وتحاول المليشيات الحوثية، وفق المصدر، تلفيق اتهامات للمصلين ومصور الواقعة، في موقف معتاد من هذا الفصيل مع كل من يجاهر بمعارضته لأفكارها المتطرفة وسياساتها القمعية.
وكانت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وجهت وسائلها الإعلامية وناشطيها بمهاجمة الأزهر الشريف الذي أصدر بيان يُدين ويستنكر منع صلاة التراويح في صنعاء، وتصدر الناشطين الحوثيين المعروفين بالبذائة والسفاهة الحملة الحوثية ضد علماء الأزهر الشريف.
المليشيات الحوثية تملك باعًا طويلًا في ممارسة أعمال قمع واسعة النطاق ضد معارضيها، وهي لا تكتفي بجرائمها الطائفية لكنّها تتوسّع أيضًا في ممارسة القمع ضد من يمثل تهديدًا واسعًا لتفاقم هذه الجرائم الغادرة.
وعلى وجه التحديد، ارتكبت المليشيات الحوثية قدرًا كبيرًا من الاعتداءات على وسائل الإعلام عقابًا للعاملين في هذا المجال على إقدامهم على فضح ما ترتكبه المليشيات من جرائم واسعة النطاق.
هذا القمع الحوثي تجلّى مؤخرًا في واقعة مصادرة المليشيات لأكبر شركة للبث الفضائي في صنعاء، وعينت مديرًا من قبلها عليها.
وأصدرت المحكمة الجزائية التابعة لمليشيا الحوثي قرارًا بوضع شركة (يمن ديجتال ميديا) التابعة للإعلامي طه المعمري، تحت سلطة ما يسمى الحارس القضائي.
المليشيات الحوثية اتهمت الشركة بالتخابر مع ما تسميه العدوان في إشارة إلى التحالف، وهي التهم التي توجهها المليشيات بشكل متكرر كمبرر لمصادرة الأموال والعقارات.
وجاءت الجريمة الحوثية في هذا الإطار على خلفية ظهور مواد إعلامية مصورة في صنعاء في قنوات العربية والحدث، وذلك على الرغم من أن الشركة تتجنب البيع المباشر لتلك القنوات، إلا أنها تبيع موادًا مصورة لوكالات أجنبية، التي بدورها تقوم ببيع تلك المواد لوسائل الإعلام المختلفة، وهو الأمر المرفوض من قِبل مليشيا الحوثي.
إقدام المليشيات الحوثية على ارتكاب مثل هذه الجرائم بشكل منظم على هذا النحو أمرٌ يعكس مدى التخوفات التي تهيمن على هذا الفصيل الإرهابي من جرّاء إقدام العاملين في وسائل الإعلام على فضح الاعتداءات التي ترتكبها المليشيات.
وتحاول المليشيات الحوثية فرض حالة من الترهيب والتخويف بين مختلف قطاعات السكان عملًا على أن تفرض هيمنتها على الأرض، وبالتالي تتوسّع في ممارسة أجندتها الطائفية الخبيثة.