المأساة المؤلمة.. كيف صنع الحوثيون كل هذا الوجع؟
أزمة إنسانية شديدة البشاعة خلّفتها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإهابية في صيف 2014، بما يدفع ضرورة التدخل العاجل عملًا على مواجهة هذه الأزمة المستعرة.
ففي تنبيه جديد يُوثّق حجم المأساة، حذّر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية.
المتحدث الأممي قال إنَّ الوضع الإنساني ينذر بسقوط اليمن من حافة هاوية، منوها بأن أكثر من 20 مليون يحتاجون إلى مساعدة إنسانية.
وأشار إلى تراجع المستفيدين من العمليات الإغاثية إلى 10 ملايين شخص شهريًا، هبوطًا من 14 مليون مستفيد، بسبب تخفيض التمويل.
ولفت إلى سقوط عشرات الآلاف من الأشخاص في ظروف شبيهة بالمجاعة، بالإضافة لخمسة ملايين على بُعد خطوة واحدة من المجاعة.
وكشف دوجاريك عن نزوح 20 ألف من محافظة مأرب، جراء تصاعد هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية على المحافظة.
توثّق هذه التصريحات الأممية حجم المأساة والأزمات الناجمة عن الحرب الحوثية التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.
تفاقم الأعباء الإنسانية على هذا النحو أمرٌ مرتبط بما مارسته المليشيات الحوثية الإرهابية من اعتداءات غاشمة، أدّت بشكل مباشر إلى تفاقم الأعباء على السكان.
وعلى مدار الفترات الماضية، تعمد مليشيا الحوثي الإرهابية تجاهل الانتشار المُخيف للأزمات الإنسانية لا سيّما تفشي للأمراض الوبائية بالإضافة إلى أزمة الجوع في مناطق سيطرتها.
اللافت إنّ المليشيات الحوثية وجَّهت كل الإمكانات لصالح مجهودها الحربي، وإغراء الجوعى برواتب شهرية إذا ما التحقوا بالجبهات، وحولت كل المعدات والتجهيزات الطبية التي قدمت من المنظمات الدولية لصالح مقاتليها، وسط ارتفاع مُخيف في أعداد الوفيات والمُصابين بأمراض مختلفة.
فضلًا عن ذلك، تسبّبت القيود التي تفرضها المليشيات الحوثية على عمل المنظمات الإغاثية في انخفاض الحصص الغذائية للمحتاجين إلى النصف.
كما لم تكتفِ المليشيات الحوثية باحتكار تجارة الوقود ومصادرة مخصصات رواتب الموظفين، لكنها احتكرت تجارة الغاز المنزلي وربطتها بمشرفيها في الأحياء السكنية، وضاعفت من سعر أسطوانة الغاز، واستخدمت هذه المادة كوسيلة لمراقبة السكان وجمع بياناتهم لتسهل مراقبتهم.
الإجرام الحوثي يمكن القول إنّه صنع الكثير من الأعباء على السكان، حتى أدرجت الأزمة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.