في الذكرى الثالثة لاستشهاده ( الصنبحي ... قصة حياة كلها نضال )

الأربعاء 25 إبريل 2018 03:37:04
في الذكرى الثالثة لاستشهاده (  الصنبحي ... قصة حياة كلها نضال )
الضالع - المشهد العربي - علي عسكر الشعيبي

في مثل هذا اليوم من العام 2015 م ارتقى الشهيد أحمد محمد قاسم الصنبحي أحد أبرز نشطاء الحراك الجنوبي وأبطال المقاومة الجنوبية بمديرية الشعيب محافظة الضالع ليكون واحد من بين آلآف الجنوبيين الذين ارتقوا شهداء وهم يدافعون عن تراب الوطن الجنوبي في ساحات النضال السلمي وميادين القتال ومواجهة الغزاة وفي معارك تثبيت الأمن والاستقرار في كل الجنوب .

الشهيد الصنبحي ينتمي الى منطقة جبل القضاة بمديرية الشعيب بالضالع وفيها عاش حياته كغيره من ابناء المنطقة يكافح ويناضل في سبيل توفير العيش الكريم لافراد اسرته . غير أن تواضعه ومناهضته للظلم والاضطهاد ابرز ما يميزه عن الكثير يقول الحق ولا يخاف فيه غير الله .

قبل عام 2005م برز كناشط من نشطاء قيادات الحزب الاشتراكي في مركز جبل القضاة في إطار الحزب، عمل دون كلل سنوات طويلة وتم اختياره ليكون مقررا للاشتراكي في المنطقة ومندوباً لها للمديرية لسنوات طوال اثبت الشهيد فيها اهليته لاداء المهمة وبكل جدارة واقتدار .



وفي الانتخابات التي شهدتها البلاد في العام 2006 م كان الشهيد الصنبحي رحمة الله تغشاه مندوباً للمعهد الديمقراطي الأمريكي عن أحزاب اللقاء المشترك لمراقبة اجراءات التصويت وعمل اللجان الإنتخابية أنذاك ، وفي الوقت نفسه يعد من أبرز نشطاء الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة للرئاسة فيصل بن شملان حيث كانت محافظة الضالع هي المحافظة الوحيدة على مستوى البلاد التي اكتسح بن شملان أصواتها بنسبة تفوق 75% حينها .

الصنبحي القيادي النبيل في الحراك الجنوبي

ورغم عدم حصوله على اي وظيفة حكومية إلا إنه ظل يحلم ويناضل في سبيل العيش بكرامة وبوطن آمن ومحرر مهما كانت التضحيات فقد كان الشهيد رحمه الله من أوائل المنخرطين في صفوف الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته في العام 2007م ويعد من أنشط وأبرز قادة الحراك بالمديرية والمحافظة فقد كان مشاركاً فعالاً في فعالياته وحشد الجماهير إلى صفوفه ابتداءً من منطقته "جبل القضاة" ومروراً بالمناطق المجاورة وعموم مراكز مديريةالشعيب والمحافظة .



‎خلال سنوات من انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي كان الشهيد البطل احمد محمد قاسم الصنبحي في مقدمة أي مسيرة مع المناضلين الذين كسروا حاجز الخوف وواجهوا قوات الاحتلال في الضالع ولحج وعدن وأبين وردفان ويافع وفي عموم محافظات الجنوب المحتل .



تعرض الشهيد للإعتقال أثناء مشاركته في فعاليات الحراك الجنوبي، وظل لأكثر من ثلاثة أسابيع في سجن المنصورة المركزي بمعية العشرات من الجنوبيين المنخرطين في الحراك الجنوبي السلمي المطالب بتحرير واستقلال الجنوب .


الشهيد مناضل صلب متفائل بانتصار ثورة الجنوب

‎عاش الشهيد حياته مناضلاً حراكياً من الطراز الأول عزيزاً متفائلاً صلباً متمسكاً بهدف التحرير والاستقلال ، محافظاً على تضحيات الشهداء ، وسائراً على عهدهم نحو الجنوب الوطن ، ظل يبث التفاؤل والعزيمة والإصرار في صفوف الاخرين بأن الجنوب قادم لا محالة ، كان مكافحاً وصبوراً ومتابعا فطنا لتطورات الأوضاع في الجنوب كان ثائراً من نوع آخر ونبيل ،فلقد وهب حياته وجهده ووقته في سبيل الجنوب كل الجنوب .



الشهيد يتحدى قساوة الظروف ليكون حاضرا في كل المراحل الثورية للجنوب

‎حرص الشهيد الصنبحي كل الحرص على المشاركة في جميع مليونيات وفعاليات الحراك بعدن مهما كانت الظروف ،فمرات كثيرة بحسب رفاقه كان يضطر إلى استدانة نفقات مشاركته ، جاهد جهاد الأبطال فكان نعم المناضل الحراكي والمكافح الصنديد ، وحين قرر الشعب الاعتصام المفتوح في ساحة العروض بعدن كان من المرابطين فيه وبقي مع جموع المعتصمين لأسابيع مّثل الحراك والشعيب والضالع خير تمثيل وكان شعاره الجنوب فوق كل اعتبار .



‎ما من محطة أو مرحلة ثورية وتاريخية مر بها الجنوب وحراكه السلمي منذ الانطلاقة في 2007م وحتى ابريل من العام 2015 م إلّا وتجد الشهيد الثائر أحمد محمد قاسم الصنبحي في المقدمة متواجداً ومشاركاً فعالاً سواء في الهبة الشعبية أو العمليات العسكرية ضدقوات الاحتلال اليمنية .



مشاركا في عمليات قتال الغزاة قبل إعلان المقاومة الجنوبية رسمياً

‎شارك الشهيد في كثير من العمليات القتالية ضد القوات اليمنية في الضالع و القطاع الغربي بالحبيلين ردفان و معركة تحرير جبل العر وله مشاركات في تنفيذ عمليات قتالية ضد معسكرات الاحتلال بالضالع قبل عام 2012م وكان أيضاً من القيادات التي أفشلت انتخابات 2012م حيث ظل مرابطا في نقيل الشعيب بالضالع لأشهر لمنع دخول صناديق الاقتراع حينها إلى المديرية .


من اوائل الملتحقين لصفوف المقاومة

وعند إعلان المقاومة الجنوبية نفسها رسمياً في العام 2012م بقيادة مؤسسها اللواء عيدروس الزبيدي كان الشهيد الصنبحي من أوائل المنخرطين للتدريب في صفوفها ومشاركاً في أول عرض عسكري وظهور علني للمقاومة الجنوبية في مئوية الشهيدالقائد بركان الشاعري بمنطقة زُبيد معقل انطلاقة المقاومة الجنوبية التي باتت اليوم الجيش الوطني والقوة الضاربة الحامية ليس للضالع فقط بل للجنوب بشكل عام .

الشهيد يواجه الغزاة بسلاح لا يملكه

عندما شنت ميليشيا الحوثيين وصالح غزوها الثاني على الضالع والجنوب في مارس 2015 م كان الشهيد من الذين تدفقوا الى جبهات الضالع القتالية و اخذ سلاحه الشخصي الذي لم يكن ملكه بل أخذه عهدة من أمين المنطقة " الشيخ أحمدعلي القاضي" وانطلق يسابق الجميع إلى جبهات القتال بالضالع للدفاع عن الأرض والعرض والدين متصدياً لجحافل الغزو الشمالية الغازية للضالع والجنوب في أواخر مارس من العام 2015م .



‎الشهيد الفذ أبو صقر تنقل في أكثر من جبهة لمواجهة القوات الغازية للضالع لأكثر من شهر حتى سقط شهيداً في سبيل الدفاع عن كرامة وأرض وعرض الضالع وكل الجنوب في جبهة لكمة حياز أكثر الجبهات اشتعالا في المحافظة والتي كانت تشهد مواجهات عنيفة لأسابيع وظلت جثته لأكثر من ساعات لم يتمكن رفاقه من سحبها نتيجة اشتداد القصف عليهم من قبل جحافل الشمال الغازية للضالع والجنوب .



‎ارتقى البطل أحمد محمد الصنبحي شهيداً لتفقد فيه الضالع عديد من الشهداء إلى جانبه ، وهو لايملك إلاّ حب الجنوب الذي تشّربه لسنوات، وظل يكافح بكل ما يملك لكي يرى الجنوب محرراً إلى أن اختاره شهيداً في25 أبريل 2015 م مخلفا 10 من الأبناء 8 ذكور وبنتان من خيرة ما انجبت امهات الأبطال .