في مأرب.. سلاح الشرعية في وجه القبائل بدلا من الحوثي
لم تكفِ الشرعية الإخوانية بالتخاذل في مواجهة المليشيات الحوثية التي تُصعد عملياتها العسكرية في مأرب على مدار الأشهر الماضية، غير أنها ذهبت إلى معاقبة القبائل التي تلعب دورا بارزا على الجبهات واستطاعت بمساعدة التحالف العربي وقف تمدد العناصر المدعومة من إيران للسيطرة بشكل كامل على مدينة مأرب، ما يعد برهانا جديدا على التعاون الوثيق بين مليشيات الإخوان ونظيرتها الحوثية.
منذ أن بدأت المليشيات الحوثية تصعيدها في مأرب اتخذت قبائل المحافظة موقفا مشرفا في مجابهة العناصر المدعومة من إيران، وهو ما قابلته الشرعية الإخوانية بمحاولة إثناء هذه القبائل عن القتال بدلا منها، وحاولت شراء ذمم شيوخ القبائل غير أنها واجهت تلك المحاولات برفض واسع بعد أن أدرك أنباء القبائل التحالف المشبوة بين الطرفين، ويبدو أن الشرعية الإخوانية لجأت إلى استخدام العنف كوسيلة أخيرة لتشتيت القبائل وإفساح المجال أمام المليشيات الحوثية للتقدم نحو المدينة التي تعد معقلا رئيسيا للشرعية في الشمال.
وقعت اشتباكات عنيفة بين بعض أفراد قبائل الأشراف في حريب، وقوات الأمن الخاصة التابعة لسلطة مليشيا الإخوان، أمس الأحد في مأرب، وذلك على مدخل مدينة حريب، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص، وإصابة اثنين آخرين من عناصر القوات الخاصة الإخوانية، ووقعت تلك الاشتباكات على خلفية اقتحام مليشيا الإخوان بعض منازل القبائل، بدعوى البحث عن مطلوبين.
يرى مراقبون أن الشرعية الإخوانية تتعرض لضغوطات من جانب الأطراف المعادية الداعمة لها وفي القلب منها قطر وتركيا، إذ أن تحالف البلدين مع إيران كان يقتضي تسليم مأرب للمليشيات الحوثية في مقابل اتجاه الشرعية الإخوانية نحو الجنوب، وأن تأخر العناصر المدعومة من إيران في حسم المعركة دفع تلك الأطراف للضغط على الشرعية من أجل تسريع عملية تسليم مأرب، وهو ما يفسر التصعيد العسكري ضد القبائل بدلا من المليشيات الحوثية.
تلعب المنطقة العسكرية الأولى والتي تتواجد عناصرها في حضرموت دورا محوريا في مخططات خيانة مأرب، إذ أنها رفضت تحريك قواتها لمساندة القبائل في مأرب، إضافة إلى أنها تلعب دورا في غاية الخطورة عبر تمهيد الطريق لوصول المليشيات الحوثية إلى حضرموت، وتقوم بدور تيسير انتقال هذه العناصر إلى الجنوب مجددا.
تقوم قيادة المنطقة الأولى باستقبال العناصر الإخوانية الفارة من جبهات مأرب وتقوم بعملية الدعم وتوصيل الإمدادات لها، الأمر الذي يكون انعكاسات سلبية على ما يجري في مأرب إذ أن هذه العناصر تجد نفسها مؤمنة في مناطق بعيدة عن المعارك التي فرت منها ولن يكون هناك حافز من أجل عودتها إلى هناك مرة أخرى.
وخلال الأيام الماضية كثفت مليشيا الشرعية الإخوانية من صفقاتها السرية مع الحوثيين الإرهابيين، لتحرير الأسرى من عناصر المليشيات من قبضة قبائل مأرب المدافعة عن المحافظة، وقامت في غضون أقل من أسبوع بتحرير 31 من العناصر الحوثية التي كانت قد اعتقلتهم من قبل من دون سبب واضح، وفي وقت تقوم فيه المليشيات الحوثية بتصعيد عملياتها العسكرية.
أصيب 7 أشخاص، فجر اليوم الإثنين، بشظايا صاروخ أطلقته مليشيا الحوثي الإرهابية على مدينة مأرب، وقصفت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، الأحياء السكنية في مدينة مأرب بصاروخ.