الحوثيون والإخوان.. موسم التجارة الرخيصة بالقدس
رأي المشهد العربي
يعرف العالم أجمع حجم الألم الذين يتجرعه الفلسطينيون وبالأخص المقدسيون من جرّاء الاعتداءات الجبانة والمدانة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
لكن ما يعلمه الكثيرون أيضًا هو حجم المتاجرة بالقضية سواء من قِبل المليشيات الحوثية أو المليشيات الإخوانية، وكلاهما فصيلان يتاجران بالدين.
حوثيًّا، ترفع المليشيات دائمًا شعار المقاومة وتدعي وتزعم أنّها تساند المقاومة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ومع العدوان الراهن، لم يُحرّك الحوثي عناصره، لم يساند المقاومة بصواريخه ومسيراته، لم يحشد عناصره صوب المسجد الأقصى لحمايته من العدوان.
في الوقت نفسه، ربما يكون تنظيم الإخوان أحد أكثر الفصائل المتاجرة بالقضية الفلسطينية، والحديث هنا عن حزب الإصلاح الذي لطالما رفع شعارات داعمة ومتغنية بالقدس والأقصى، لكن في لحظات الحقيقة نراه جليًّا لا يفعل شيئًا.
تعامل الحوثيين والإصلاح مع أوضاع ومستجدات القضية الفلسطينية ربما لا يتخطّى كتابة تدوينات أو تغريدات لا تكفي أبدًا بالنظر إلى مدى المتاجرة بهذه القضية.
حزب الإصلاح أيضًا وهو يتاجر بالقضية الفلسطينية كان من الأولى أن يدعمها بشكل حقيقي وجاد بدلًا من أن يتمادى في المتاجرة بها.
فالمليشيات الإخوانية بدلًا من أن تتاجر بقضية فلسطين لكسب نقاط سياسية وتكوين حاضنة شعبية، كان عليها أولًا أن تقاوم القبضة والسيطرة الحوثية على مناطقها، لكن بالنظر لما تمارسه المليشيات الإخوانية من انبطاح على هذا النحو فلا يمكن تصور أن تحوّل مليشيا الإخوان هذه المتاجرة إلى دعم حقيقي.
إزاء ذلك، فإنّه من الواضح أنّ المليشيات الإخوانية وكذا الحوثية ستظلان تتاجران بالقضية الفلسطينية من منطلق مصطلحات قومية شعبوية، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية وحاضنة شعبية، وليس من أجل خدمة القضية الفسطينية.