كفى متاجرة.. أين الترسانة الحوثية من دعم القضية الفلسطينية؟
فيما يتاجر الحوثيون ليل نهار بالقضية الفلسطينية ومدى معاناة شعبها من ممارسات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، لم تفعل المليشيات أي شيء في إطار خدمة دعم قضية العرب الأولى.
فعلى مدار الفترات الماضية، دأبت المليشيات الحوثية الإرهابية على إطلاق طائراتها المسيرة وصواريخها البالستية تجاه المملكة العربية السعودية، بينما كان الأولى بها أن تدعم القضية الفلسطينية انطلاقًا من الشعارات التي تروّجها على مدار الوقت.
ووفقًا للتقديرات الحديثة، فإنّ المليشيات الحوثية أطلقت نحو 369 صاروخًا بالستيًّا و626 مسيرة مفخخة بدون طيار، استهدفت جميعها أعيانًا مدنية في المملكة العربية السعودية.
وفيما تعاني فلسطين حاليًّا من عدوان إسرائيلي غاشم، لم تفعل المليشيات الحوثية شيئًا غير تصريحات لا تغني ولا تثمر من جوع، وكذا إطلاق حملة تبرعات لا يعرف إلى أين ستذهب أموالها، بل لا يعرف من أين سيتم جمعها بالنظر إلى معاناة السكان من الفقر المدقع من جرّاء الحرب الحوثية.
اللافت في هذا الإطار أنّ المليشيات الحوثية تملك ترسانة عسكرية ضخمة، حصلت عليها من إيران، كان بالإمكان أن تمثّل دعمًا لفلسطين في هذا التوقيت الحساس، إلا أنّ المليشيات اكتفت بممارسة ما باتت تعرف بـ"المتاجرة الرخيصة".
ودائمًا ما يخرج الحوثيون بما في ذلك زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي بعبارات وتصريحات يتحدث فيها عن دعم القضية الفلسطينية والجاهزية لدعم المقاومة، لكنّ الأمر لا يتم التعبير عنه بشكل فعلي وحقيقي على الأرض.
ودائمًا ما تعمل المليشيات الحوثية على إيهام عناصرها بأنّها تقاتل إسرائيل، وتجبرهم على ترديد الصرخة الخُمينية، دفعًا نحو تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض.
المتاجرة الرخيصة في أبشع صورها تجلّت بشكل واضح في إقدام القيادات الحوثية على تجنيد مئات الأفراد وغسل أدمغة عائلاتهم بأنّهم سيقاتلون من أجل تحرير فلسطين، لكن سرعان ما يتم الزج بهذه العناصر في الجبهات التي يشعلها الحوثيون في اليمن.
وتُكمِل المليشيات مخططها الخبيث في هذا الإطار من خلال العمل على تنظيم فعاليات طائفية تحرص من خلالها على غسل أدمغة السكان وإيهامهم بأنها وضعت خطة عملية لتحرير فلسطين.