الضربات الموجعة.. هل تجبر الحوثيين على تغيير المسار السياسي؟
ضربات موجعة تكبّدتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، ربما يدفع نحو المزيد من التغييرات على طبيعة المشهد الراهن فيما يخص الواقع السياسي.
وأظهرت مجريات وتطورات الميدان حجم الخسائر التي تكبّدها الحوثيون على مدار الفترات الماضية، حيث فقد المليشيات العشرات من عناصرها بما فيما ذلك قيادات من الصف الأول.
ولأنّ طاولة السياسة مرتبطة بمجريات الميدان، فقد ثارت الكثير من التوقعات بأن تُجبر المليشيات الحوثية على التوجه نحو المفاوضات من جرّاء الهزائم التي تكبّدتها على مدار الفترات الماضية.
تجلّى هذا الأمر في توقعات لصحيفة "البيان" الإماراتية، بأن تعود مليشيا الحوثي الإرهابية إلى طاولة الحوار، بعد الهزائم التي تلقتها مؤخرًا في عدة جبهات، جراء ضربات مقاتلات التحالف العربي.
الصحيفة قالت إنَّ تمسُّك مليشيا الحوثي برفض المقترحات الأممية وزيادة أعمال التصعيد سيخفت خلال الفترة المقبلة، في ظل الخسائر التي تكبدتها.
وفشلت المليشيات في تحقيق أهدافها الميدانية التي خططت لها الشهور الماضية في العديد من الجبهات، وهو ما اعتبرته الصحيفة أمرًا يفرض على المليشيات الجلوس والتفاوض، وخفض نبرة الشروط التي كانت تضعها في الاجتماعات والمباحثات السابقة.
الملاحظ في مجريات الأمور على الأرض هو أنّ المليشيات الحوثية تعتمد على إنكار الخسائر التي تتعرّض لها، وذلك في محاولة لإقناع عناصرها بأنّها قادرة على البقاء، وهو أمرٌ غير صحيح وذلك بالنظر إلى حجم الخسائر التي تكبّدتها المليشيات.
ومع تفاقم حدة الخسائر التي يمنى بها الحوثيون، فإنّ المليشيات ربما تجد نفسها مضطرة للانخراط نحو مسار عملية سياسية، وذلك بعد نزع أوراق قوتها على الأرض.
المثير للقلق أنّ المليشيات الحوثية دأبت على إفشال سبل التوصّل إلى حل سياسي، ولعل أكبر دليل على ذلك الخروقات المتواصلة لاتفاق السويد الذي وُقّع في ديسمبر 2018، ونُظر إليه بأنّه خطوة أولى على طريق الحل السياسي.
إلا أنّه في الوقت نفسه، ومع تصاعد حدة الخسائر التي يمنى بها الحوثيون على الأرض، فإنّ الكثير من الأمور ربما تتغير بشكل كامل على الأرض، بما يدفع نحو إمكانية الحل السياسي.
استنادًا إلى ذلك، فإنّه قد يكون من الضروري أن يتم تكثيف الضغط العسكري على الحوثيين بما يقود إلى ممارسة أكبر قدر من الضغوط الممكنة على المليشيات بما يدفع نحو إمكانية الحل السياسي بشكل كبير.