تجنيد حوثي تحت مزاعم نصرة فلسطين.. المليشيات توظّف القضية لخدمة أجندتها وحربها
مع زخم الأحداث المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية من جرّاء الاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لم تفوّت المليشيات الحوثية الإرهابية فرصةً استغلال هذه الأحداث بما يخدم أجندتها في اليمن.
الحديث عما كشفه عدد من سكان مناطق سيطرة الحوثيين، عن فرض المليشيات حملات تجنيد في أوساط الشباب وصغار السن تحت مزاعم "القتال في فلسطين".
المعلومة كشفتها صحيفة "الشرق الأوسط" التي نقلت عن سكان قولهم إنَّ الهدف الحقيقي من تلك الحملات هو الدفع بالمجندين الجدد في جبهات القتال يمأرب وغيرها.
وأضافت الصحيفة أنه جرى إطلاق دعوات من قبل المليشيات وصفت بالاحتيالية لتجنيد المئات من السكان والمواطنين في محافظة إب الخاضعة لسيطرتها؛ لإجبارهم على المشاركة في القتال معها.
وأشارت إلى أنَّ عناصر ومشرفي المليشيات جابوا قرى ومناطق ريفية عدة، ووجهوا دعوات للمواطنين وأولياء الأمور والأعيان والوجهاء؛ للإسراع في المشاركة فيما تسميه الجماعة "النصرة والجهاد من أجل تحرير الأقصى وفلسطين"، عبر الانضمام إلى صفوف مقاتليها.
هذه المعلومات تكشف حجم المتاجرة الحوثية بالقضية الفلسطينية، في ظل أنّ المليشيات تدعي أنّها تخدم القضية وتحارب الاحتلال إلا أنّ واقع الأمر لا يشير إلى ذلك بالنظر إلى أنّ الأمر لا يرتقي لأكثر من كونه متاجرة رخيصة.
هذه المتاجرة تجلّت بشكل واضح في غضون ما تعانيه الأراضي الفلسطينية من عدوان إسرائيلي في الوقت الراهن، إلا أنّ المليشيات الحوثية لم تفعل شيئًا مما تتاجر به غير تصريحات لا تغني ولا تثمر من جوع، وكذا إطلاق حملة تبرعات لا يعرف إلى أين ستذهب أموالها، بل لا يعرف من أين سيتم جمعها بالنظر إلى معاناة السكان من الفقر المدقع من جرّاء الحرب الحوثية.
وعلى الرغم مما تملكه المليشيات الحوثية من ترسانة عسكرية ضخمة، حصلت عليها من إيران، كان بالإمكان أن تمثّل دعمًا لفلسطين في هذا التوقيت الحساس، إلا أنّ المليشيات اكتفت بممارسة ما باتت تعرف بـ"المتاجرة الرخيصة".
إتساقًا مع ذلك، فإنّ المليشيات الحوثية عملت على استغلال الوضع الملتهب الراهن في العمل على حشد المزيد من المقاتلين تحت مزاعم وشعارات نصرة الأقصى.
وفي واقع الحال وبالنظر إلى التجارب الماضية، فإنّ هذه العناصر لن تكون أبدًا في خدمة القضية الفلسطينية لكن هؤلاء الذين يتم تجنيدهم من المؤكّد أنّهم سيُزَج بهم في أتون الحرب الحوثية.